Page 92 - النظس السياسية
P. 92

‫درجة تأثيرها السياسي في النظم الديمق ارطية‪ ،‬كما هو الحال في ألمانيا التي جعل الم ارقبين‬
 ‫السياسيين يطلقون على نظامها السياسي بأنه (حكومة للأح ازب‪ ،‬وبالأح ازب‪ ،‬ومن الأح ازب)‪.‬‬

    ‫إلا أن تباين النظم السياسية بين الثنائية والتعددية يؤدي إلى تباين التأثير في السياسات‬
       ‫العامة (ففي أمريكا وبريطانيا التي يهيمن فيها حزبان سياسيان‪ ،‬يحاول كل منهما أن‬

‫يستقطب أوسع الجماهير والش ارئح‪ ،‬فان ب ارمجهما تحرص على أن تتسع وتستجيب للمصالح‬
‫العامة لأوسع قاعدة جماهيرية‪ ،‬أما في المجتمعات التي تأخذ بالتعددية الحزبية‪ ،‬فان الأح ازب‬
‫ولا تبذل جهدا كبي ار في تجميع المصالح وتوحيدها قدر اهتمامها بمصالح محددة وضيقه‪ ،‬كما‬

   ‫هو الحال في فرنسا‪ ،‬ومع ذلك فان الأح ازب السياسية تظل في كل الأحوال غير الجماعات‬
    ‫الضاغطة في وظيفتها‪ ،‬وفي دورها فهي لا تتبنى قضايا صغيرة أو مصالح فئة صغيرة بل‬

                             ‫تناصر مواقف وسياسات تقسم بالعمومية وبعض الشمولية ‪.‬‬
     ‫أما في النظم السياسية للدول النامية فان دور الأح ازب السياسية في السياسات العامة‬
     ‫يتباين من حيث كونها في السلطة أو خارجها‪ ،‬فالأح ازب التي هي خارج السلطة لا تكاد‬
    ‫تمارس دور إيجابي مؤثر في صنع السياسات العامة بالنسبة للأنظمة التعددية وينحصر‬
  ‫ممارسة السياسات العامة وتنفيذها والرقابة عليها في إطار الحزب الحاكم‪ ،‬وفي ظل الحزب‬
‫الواحد فهو يمثل الجهة الشرعية الوحيدة التي تمارس السياسة ويحتكر نشاط العمل السياسي‬

                          ‫وبالتالي فالسياسات مقتصرة عليه كونه الجهة الوحيدة في ذلك ‪.‬‬

                                                              ‫‪89‬‬
   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96   97