Page 95 - النظس السياسية
P. 95

‫‪ ‬وفى الدول النامية لتنشيط الحياة الحزبية‪ ،‬بدأت أح ازب السلطة في خلق أح ازب‬
‫وهمية جديدة لتفادي الضغوط عليها في الداخل والخارج‪ ،‬لنهاية عصر الحزب الواحد‪،‬‬
‫وضرورة "الإصلاح" و"التحول الديمق ارطي"‪ .‬فينشأ حزب مرتبط بالحزب الحاكم ولا‬

                                                    ‫وجود له في الشارع السياسي‪.‬‬
‫‪ ‬وقد أدى هذا الوضع بين شرعية الحزب الحاكم اللاشرعية من وجهة نظر المعارضة‪،‬‬
‫ولا شرعية المعارضة رسميا إلى انع ازل الناس عن السياسة‪ ،‬وعدم مشاركة الجماهير‬

                                                ‫في العملية الديمق ارطية بمجملها‪19‬‬
                      ‫ولذلك فانه توجد أزمة تقع فيها الأح ازب السياسية وذلك فى اتجاهين ‪:‬‬
        ‫‪ ‬أولهما‪ :‬عجز الأح ازب السياسية عن التفاعل والتواصل مع المجتمع السياسى‬

                         ‫‪ ‬ثانيهما ‪ :‬الضعف فى التنظيم الداخلى للأح ازب السياسية ‪.‬‬
‫فالأح ازب السياسية تعرف بتنظيماتها أكثر مما يمكن الاستدلال عليها بشىء آخر ومن هنا‬
‫تأتى أهمية الهيكل التنظيمى الداخلى للحزب خاصة بعد ثورة الاتصالات والمعرفة والتى جعلت‬
‫الفروق الأيديولوجية تت ارجع بين الأح ازب ‪ .‬غي أرن لهذه الهياكل أهميتها التى لا تقارن ولا‬
‫تتوقف على الحاجة الى ما يميز بين الأح ازب ‪ .‬فقد ثبت أن قوة أداء الحزب أو ضعفه رهن‬
‫بتنظيمه أكثر من أيديولوجيته أو اتجاهه أو برنامجه ‪.‬ولذلك تفيد التجربة المصرية المعاصرة‬
‫أن حزبا" يبدأ بعضوية محدودة تتسع تدريجيا" لهو خير من حزب تتدفق عليه عضوية واسعة‬

                                                              ‫‪92‬‬
   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100