Page 168 - الصحافة المتخصصة
P. 168

‫الصحافة المتخصصة‬

‫علي بعض الصحف الورقية لسنوات عدة‪ ،‬لكن بتغير واقع استخدامات الإنترنت في العالم العربي تغيرت‬
    ‫المعادلة‪ ،‬حيث مستخدمي شبكة الإنترنت حوالي ‪ 1٤0‬مليون مستخدم عام ‪ ٢01٥‬م من تعداد نحو‬
    ‫‪ 390‬مليون نسمة يمثلون إجمالي سكان العالم العربي‪ ،‬مقابل ‪ 110‬ملايين مستخدم عام ‪ ٢01٢‬م‪،‬‬

  ‫و‪ ٢9‬مليون مستخدم في عام ‪٢007‬م أي بزيادة قدرها خمس م ارت بين ‪٢007‬م & ‪٢01٥‬م‪ ،‬بينما لم‬
   ‫يكن إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت العرب في عام ‪1997‬م يتجاوز ‪ 600‬ألف مستخدم‪ ،‬مما خلق‬
   ‫متنفساً افت ارضياً علي الشبكة في ظل تواصل الحصار المفروض عالم الصحافة الورقية وخاصة تلك‬
 ‫(الممولة سياسياً) التي ظلت مرتهنة بتغير الخارطة السياسية وانهيار أنظمة وصعود أخرى في المقابل‪،‬‬
‫حاولت الصحف الورقية المستقلة مواجهة غياب مصادر التمويل وت ارجع مساهمة المعلنين بالتقليص في‬

         ‫عدد الصحف المطبوعة ‪ ،‬وقد تكون مصر المثال الأبرز لذلك‪ ،‬حيث انخفضت كمية الصحف‬
   ‫المطبوعة إلي ‪ 800‬ألف نسخة في عام ‪٢01٥‬م‪ ،‬بعد أن قُدرت بحوالي مليوني نسخة يومياً في عام‬

                                                                                       ‫‪٢010‬م‪.‬‬

     ‫كما وجدت صحف لبنانية كالسفير والنهار واللواء نفسها مضطرة إلي التوقف عن الصدور بالنسخة‬
           ‫الورقية‪ ،‬بعد تأزم الظروف السياسية والاقتصادية في لبنان وانعكاساتها علي الدخل الإعلاني‬

         ‫والاشت اركات والبيع‪ ،‬ومما ازد من تعمق أزمة الصحف الورقية‪ ،‬وشجع في الآن نفسه عدداً من‬
     ‫المؤسسات الصحفية العربية علي إنشاء مواقع إلكترونية‪ ،‬هو عدول الكثير من الق ارء عن الصحيفة‬
    ‫الورقية في العالم العربي‪ ،‬التي أصبحت عاجزة عن ملاحقة الأحداث المتسارعة علي مدار الساعة‪،‬‬
  ‫واتجاههم نحو الصحف الإلكترونية والمواقع الإلكترونية التفاعلية التي تقدم التغطية الخبرية المتواصلة‬

           ‫للأحداث المحلية والعالمية لحظة وقوعها بتكلفة تكاد لا تُذكر مقارنة بتكلفة الصحف الورقية‪.‬‬
‫في هذا السياق واستجابة لهذا المعطي الجديد أنشأت مؤسسة التحرير للطباعة والنشر موقعاً لها في ‪16‬‬
‫فب ارير ‪1997‬م‪ ،‬ضم النسخ الإلكترونية لصحف الجمهورية والمساء ومصر اليوم والـ)‪ (Gazette‬باللغة‬

   ‫الإنجليزية‪ ،‬تلتها صحيفة الشعب التي صدرت في نسختها الإلكترونية في أكتوبر ‪1997‬م‪ ،‬ثم الأه ارم‬

                                                   ‫‪152‬‬
   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173