Page 172 - الصحافة المتخصصة
P. 172

‫الصحافة المتخصصة‬

  ‫إدارة صحيفة التحرير وقف الإصدار الورقي والاكتفاء بالموقع الإلكتروني نظ اًر لبعض الأزمات المالية‬
 ‫التي تمر بها المؤسسة‪ ،‬وخلال العام نفسه أعلنت صحيفة البديل المعروفة بميولها اليسارية التوقف عن‬

          ‫الإصدار الورقي الأسبوعي‪ ،‬ليكون آخر عدد لها هو العدد الصادر في نوفمبر عام ‪٢01٥‬م‪.‬‬

     ‫ولئن كانت التكنولوجيا الحديثة قد أعادت تشكيل كل مظاهر النظم الاتصالية الأساسية‪ ،‬فإن البنية‬
     ‫الاتصالية ال ارهنة التي تعمل في إطارها المؤسسات الإعلامية العربية وكذلك المنظومات الإعلامية‬
   ‫التقليدية‪ ،‬لم تتمكن بعد في ظل تبدل وظائف الإنترنت التفاعلية والإعلام المتعدد الوسائط‪ ،‬من إعادة‬
  ‫النظر في معظم المفاهيم الجوهرية حول أساليب جمع البيانات ونشر الأخبار‪ ،‬أو فرض أنماط جديدة‬
‫لممارسة المهنة الصحفية‪ ،‬تماماً مثلما عجز الإعلام التقليدي عن التخلص من تبعيته للسلطة السياسية‪،‬‬
  ‫في سياق علاقة عمودية كشفت تفوق البنية الاتصالية الرقمية علي نظيرتها التقليدية وخلخلتها‪ ،‬وفشل‬

                                      ‫هذا الإعلام التقليدي في عملية الوساطة بين المجتمع والدولة‪.‬‬

‫إن إعادة المبتك ارت التكنولوجية تشكيل المشهد جعل العمل الإعلامي العربي الجديد يواجه مجموعة من‬
   ‫التحديات المهنية‪ ،‬التي غالباً ما ترتبط بما يأتي به هذه المبتك ارت من أجهزة جديدة وبسرعة مدهشة‪،‬‬
   ‫لتكرس خيا ارت متنوعة وعديدة‪ ،‬قد لا يكون الصحفيون وجمهورهم قادرين علي توقعها فقد أغنت هذه‬

‫الحدود المفتوحة مصادر الأخبار والإعلام وأعادت ترتيب ما كان ملكاً للصحفي التقليدي ومذيع الأخبار‬
                                                                                  ‫ووكالة الأنباء‪.‬‬

 ‫واذا نظرنا إلي المستقبل فبإمكاننا أن نتوقع مشهداً إعلامياً يسيطر عليه جمهور مجٍز جداً لكنه حيوي‪،‬‬
   ‫كما نتوقع أيضاً منافسة إعلامية شديدة‪ ،‬وبإمكان الإعلام المهني إذا اعتمد علي التكنولوجيا الجديدة‪،‬‬
 ‫وأن يحتفظ بدوره وبصفته مصدر إعلام حيوي‪ ،‬فيواصل العمل أداة الديمق ارطية ناجحة‪ ،‬وأيضاً لحدوث‬
‫ثورة في مجال ممارسة المهنة الصحفية‪ ،‬حيث يمكن للمواطن أن يشارك في إنتاج المضمون‪ ،‬ويعارض‬

     ‫التيار الغالب في مواضع افت ارضية‪ ،‬وبذلك ُينشأ نموذج جديد علي الشبكة لإنتاج الأخبار يأخذ في‬

                                                   ‫‪156‬‬
   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177