Page 176 - الصحافة المتخصصة
P. 176
الصحافة المتخصصة
لا تستأثر فيها البلدان العربية بنسبة ذات دلالة كما هي الحال في دول أخرى مثل الولايات المتحدة،
حيث أغلقت مؤسسات ورقية عريقة جداً أبوابها ،واستثمرت ملايين الدولا ارت في الإعلام الجديد بعد
وصول شبكة الإنترنت إلي أغلب الناس في بلد ذي مساحات جغ ارفية شاسعة ،لعله إذاً من المبكر
الحديث عن تأثي ارت ملموسة ذات بال يمكن الوقوف عليها -في المدى القريب -للإعلام الإلكتروني
علي حساب الصحافة الورقية في سياق المنظومة الإعلامية التقليدية العربية ،لاسيما وأننا في منطقة لا
ت ازل فيها الصحافة المطبوعة هي السائدة ،ولا ي ازل فيها الفصل بين الصحيفة الورقية ونسختها
الإلكترونية من حيث الإدارة والتحرير وطبيعة المحتوي ومصادر الدخل ،أم اًر لا تمثل أهمية كبري في
سلم أولويات مؤسسات الإعلام العربية التي نجدها ،وفيه استش ارف تأثير مباشر للإعلام الإلكتروني
علي المطبوع في غضون السنوات العشر المقبلة ،حينما يتوسع نطاق الإنترنت ويصل إلي نسب عالمية
في البلدان العربية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ،وخلافاً لواقع علاقة المواقع الإلكترونية بالصحف
المطبوعة القائمة علي عدم الفصل بين النسختين في الكثير من الدول العربية ،حيث يعتمد العديد من
كبريات الصحف في أمريكا وأوروبا واليابان الفصل ما بين الصحيفة المطبوعة والنسخة الإلكترونية من
حيث الإدارة والتحرير وطبيعة المحتوي ومصادر الإنفاق لكلاً منها ،حيث أصبحت النسخة الإلكترونية
بوابة إعلامية شاملة تُجدد محتواها علي مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع ،وتسبق في كثير من الأحيان
النسخ المطبوعة في نشر الأخبار علي غ ارر صحف الواشنطن بوست ونيويورك تايمز وشيكاغو
وتريبيون الأمريكية والفايننشيال تايمز اللندنية....الخ.
وُيعد بعض المواقع الإلكترونية المملوكة لدور النشر الصحفية من أنجح البوابات الإلكترونية علي
الشبكة من حيث عدد الزوار أو المشتركين وحجم الدخل والإعلانات ،وأصبحت هذه البوابات مستقلة
تماماً عن النسخة المطبوعة وتقدم خدماتها علي مدار الساعة.
ولكن يجدر القول استناداً إلي تقرير مؤسسة (نيوز لينك) :إن أقل من ثلث الصحف أو المواقع
الإلكترونية علي الشبكة حالياً يجني أرباحاً بينما اضطر عدد لا بأس به من الصحف إلي إغلاق مواقعه
160