Page 177 - الصحافة المتخصصة
P. 177
الصحافة المتخصصة
الإلكترونية بسبب الخسائر كما أن مواقع إخبارية نشأت في بيئة الإنترنت أو ما يُسمي اليوم بـ (الفضاء
التفاعلي) حققت نجاحاً باه اًر دفعها للخوض في عالم النشر التقليدي متوخية نهج (الهجرة المعاكسة)،
ولعل مجلة (دبليو إي آر أيه) خير مثال علي ذلك ،إن جاذبية الإنترنت وما تُتيح من إمكانيات تفاعلية،
تمكن المستخدم من حرية التصفح وابداء أريه واختيار ما ُيريده من معلومات ،بالإضافة إلي أنها وسيلة
اتصال تُتيح له خدمات مثل البريد الإلكتروني والاتصال بالهاتف عن طريق الشبكة وسماع الموسيقي،
وحتى مشاهدة الأفلام ،جعلت الانتفاع بالشبكة لا يقتصر علي المواقع الإلكترونية ،وانما يتعدي ذلك
حيز أكبر شمل البوابات الإعلامية والحكومة (دبي ـ قطر ـ البحرين ـ والأردن) والتجارة الإلكترونية،
ومدن الإنترنت وجامعات الإنترنت...الخ ،بل إن الصحف الورقية نفسها قد استفادت من الدخول نحو
عالم الإنترنت من خلال طباعات إلكترونية خاصة ومجانية في معظم الأحيان ،أي بمعني آخر ،أن
هذه المطبوعات سواء العامة منها أو المتخصصة استفادت إعلانياً من انتشار المواقع الإلكترونية
المختلفة علي شبكة الإنترنت ،تماماً مثلما استفادت المواقع الإلكترونية الخدمية والتجارية من الصحف
المطبوعة ،حيث اتجهت إلي الصحف والمجلات للإعلان عن نفسها والوصول إلي مستخدمين جدد،
ولعل هذا ُيذكرنا بالتحديات التي واجهتها الصحافة الورقية في بدايات القرن الماضي مع اخت ارع
التلغ ارف والهاتف وال ارديو ،ومن بعد ذلك ،في منتصف القرن العشرين ،عندما بدأ التليفزيون بث ب ارمجه
بشكل تجاري ،حيث نجحت الصحف المطبوعة في التعامل مع معظم التحديات ،بل أنها اعتمدت علي
وسائل الاتصال الجديدة مثل التلغ ارف والهاتف في تطوير أدائها وتحسينه ،وحتى ال ارديو لم ينجح رغم
انتشاره السريع ووصوله إلي فئة من المستخدمين الأميين الذين لم تستطع الصحيفة الوصول إليهم ،في
زحزحة الصحف عن قمة هرم وسائل الاتصال الجماهيري.
إن اندماج التقليدي بالإلكتروني إذن ليس سوى امتداد طبيعي لسياق تطور تكنولوجي جديد يلعب فيه
الإنترنت دو اًر رئيسياً في فسح المجال لبداية حقبة دخول المطبوعات إلي الشبكة الإلكترونية وظهور
البوابات والمواقع الإلكترونية المستقلة عن هذه المطبوعات في العالم العربي ،وأغلب الظن أن العالم
161