Page 178 - الصحافة المتخصصة
P. 178

‫الصحافة المتخصصة‬

‫العربي لن يبقي بعيداً عما يحدث في الغرب من اندماج بين عالمي المطبوع التقليدي والنشر الإلكتروني‬
                                                                   ‫وذلك لأسباب اقتصادية عديدة‪.‬‬

‫تتجه دور النشر الصحفي في العالم بأسره إلي تنويع نشاطاتها الإعلامية‪ ،‬وذلك بدخول مجالات ال ارديو‬
   ‫والتليفـزيون والمطبوعـات المتخصصة واعـداد المـؤتمـ ارت والإنترنت‪ ،‬ولعـل أبرز مثال علـي ذلك شـبكة‬
  ‫(تريبيون ‪ )Tribune‬التي تُصـدر صحـيفة (شيكاغو تريبيون) وتملك أيضاً محطات تليفزيون واذاعات‬
     ‫ومجلات ومواقع إلكترونية وحصصاً في شركات ترفيه واتصال بالشبكة الإلكترونية‪ ،‬وقد بدأت هذه‬
  ‫الظاهرة في التبلور في عالمنا العربي رغم وجود بعض القيود الحكومية علي امتلاك وسائل الاتصال‪.‬‬

   ‫العامل المشترك والأساسي بين صناعتي النشر التقليدي والإلكتروني هو المحتوي المتميز‪ ،‬فبدونه لا‬
     ‫تنجح مطبوعة ولا ينتشر تليفزيون ولا يستمر موقع علي الإنترنت‪ ،‬لذلك ت ازوج شركات الاتصال أو‬

  ‫الميديا الكبرى في الغرب بين ما تنتجه وسائل اتصال بأنواعها التقليدية وغير التقليدية‪ ،‬لتقوم بتوظيف‬
 ‫الاستخدام الأمثل لدي المحتوي عن طريق المواءمة واعادة الاستخدام‪ ،‬ما دفع شركة (أميركا أون لاين‬

   ‫‪ )America on line‬التي تُدير أنجح بوابة إلكترونية في أميركا إلي الاندماج مع شركة (تايم وورنر‬
  ‫‪ )Time Warner‬وهي واحدة من أكير شركات النشر والاتصال والترفيه في العالم‪ ،‬من خلال صفقة‬

     ‫قُدرت بمائة وعشرين مليار دولار‪ ،‬وعندما نتكلم عن المحتوي فإنه لا ُيستثني شيئاً بدءاً من الأخبار‬
  ‫السياسية ومرو اًر بأنباء الفن والعلم‪...‬الخ ‪ ،‬وانتهاء بالملتيميديا أو الوسائط المتعددة من موسيقي وأفلام‬
  ‫وألعاب تفاعلية ‪ ،‬إضافة إلي المحتوي فإن دخول شركات النشر التقليدية عالم النشر الإلكتروني يعتمد‬
‫أيضاً والي حد كبير علي نجاح الاسم التجاري )‪ (Brand‬وانتشاره عند المستهلك ‪ ،‬وما يجعل هذا الأمر‬
 ‫ممكناً وهو ما يمكن تسميته بالترويج المتقاطع‪ ،‬حيث يقوم المطبوع بالترويج للموقع الإلكتروني الشقيق‬
   ‫والعكس بالعكس‪ ،‬ولعل خير مثال علي نجاح هذا الأسلوب ما تقوم به شبكة (سي إن إن) التي تُروج‬

                           ‫لموقعها الإخباري علي الإنترنت من خلال ب ارمجها التليفزيونية بشكل دائم‪.‬‬

                                                   ‫‪162‬‬
   173   174   175   176   177   178   179   180   181   182   183