Page 170 - الصحافة المتخصصة
P. 170
الصحافة المتخصصة
وأوقفت صحيفة (الواشنطن بوست) إصدار عددها الأسبوعي الخاص وعمره ٢7عاماً ،بعدما انخفضت
نسبة مبيعاته ،بينما اتجهت صحف أخرى مثل (لوس انجلوس تايمز) إلي تسريح عدد كبير من
موظفيها.
وفي فرنسا عرف عدد من المؤسسات الإعلامية المصير نفسه وبدأ الت ارجع عن الحديث حول الاستثناء
الفرنسي بعد أن توقفت صحيفة (ف ارنس سوار) نهائياً عن الصدور ،منذ شهر نوفمبر ٢011م ،واكتفت
بطبيعتها الإلكترونية إثر ت ارجع مبيعاتها إلي أقل من ٤0ألف نسخة في اليوم ،أما الصحف والمجلات
الأقل صيتاً فقد قامت بتسريح عدد كبير من العاملين فيها ،ما جعل الكاتب والخبير الفرنسي (برنار
بوليه )Bernard Pouletيشير في كتابه (نهاية الصحف ومستقبل الإعلام ( La fin journaux et
) lavenirde de linformationإلي نهاية الصحف المطبوعة وشيكة وتبقي مسألة وقت لا غير.
وللـبرهنة علـي هـذه الفكرة ينـقل الكاتب تصـريحـاً لـ (إيريك فوتورينو )Eric Fottorinoمـدير صحـيفة
(لوموند) الفرنسية المشهورة ،الذي ُيعتبر أن "النموذج الاقتصادي الذي ُبني عليه مجد الصحافة اليومية
في الولايات المتحدة الأمريكية ،وباقي دول أوروبا" مضيفاً :في عام ٢001م بلغت الإي اردات الإعلامية
لصحيفة (لوموند) مستوي قياسياً وصل 100مليون يورو ،أما اليوم فهي بالكاد لا تتجاوز ٥0مليون
يورو مشي اًر إلي أن عائدات (لوموند) من الإعلانات بلغت بعد الحرب العالمية الثانية %٤0وفي
السبعينات ،%60أما اليوم فإنها لا تتجاوز .%٢0
إن الدفاع إذاً عن فكرة الاستثناء الفرنسي يبدو طوباويا بالنظر إلي حقيقة الأوضاع للصحافة الفرنسية،
فمستوي توزيع الصحف غير المجانية انخفضت من 3،8مليون صحيفة يومية كانت تُباع كل يوم عام
197٤م إلي 1،9مليون عام ٢007م ،ليت ارجع بذلك عدد الصفحات الإعلانية في الصحف اليومية إلي
معدل %3٢،٥في أقل من عشر سنوات نتيجة انهيار سوق الإعلانات المبوبة ،ومنافسة الصحف
المجانية التي ارتفعت إي اردات الإعلانات فيها بمعدل %30منذ عام ٢00٢م ،وأصبحت صحيفة (فان
154