Page 13 - مهارات التحرير الاعلامي
P. 13
مهارات التحرير الإعلام
إن المدرسة تكمل ،ولا توجد .وإن كنا نحكم ،على قيمة التعليم ،من قدرته على إخ ارج صفات عقلية،
من العدم ،فإنه لا يكون ،أمام معاهد التعليم ،من رياض الأطفال إلى الجامعة إلا أن تغلق أبوابها،
ف تعطل جميع المشتغل ن بالتعليم".
ويری جوزيف بول تزر ،كذلك ،أن الصحافة هي أكثر المهن حاجة إلى أوسع المعارف ،وأعمقها ،ويسأل
هل يصح أن تترك هذه المهنة ،ذات المسؤوليات الكب رة ،ثمارس من دون أي تأه ل منتظم.
وجدير بالذكر أن بول تزر أوصى ،عند وفاته ،بمل ون ن ونصف مل ون دولار ،لتأسيس مدرسة صحافة،
وإنشاء جوائز سنوية باسمه لأحسن إنتاج ،في مجال الصحافة والأدب.
وهناك من يقول :إذا كان لا بد للجامعات ،من أن يكون لها دور معلوم ،في التدريب المهني للصحف ن،
فليكن ذلك ،على المستوى فوق الجامعي .ومن أصحاب هذا ال أري ،توم هولكنيسون ،الذي عمل رئيسا
لتحرير صحيفة بيكتشربوست ،من 1940إلى ،1950وأصبح فيما بعد ،مديرة المركز الد ارسات
الصحفية ،في جامعة كارديف البريطانية ،ويعدد ما يحمله على الاعتقاد بذلك ،قائلا:
.1إن الصحافة ،تختلف عن سائر المهن الفكرية الحرة كالطب والهندسة والمحاماة ،من ح ث إن
العمل ف ها لايقتصر على لون واحد من الألوان المتعددة للمعرفة .بل هي مهنة مفتوحة ،لا مغلقة،
تحتاج إلى ثقافة ذوي المهن الفكرية الأخرى .فالطب ب ،مثلا ،بوسعه أن يكون م ارسلا ،أو محررة طبية،
كذلك المحامي أو المهندس .لكن ليس بوسع من تخصص ،في الصحافة وحدها ،أن يكون طب بة أو
مهندسة أو محاميا ،ومادام الأمر كذلك ،فإن التدريب المهني فوق الجامعي للصحف ن ،س تيح الفرصة
للصحافة كي تستف د من كل ذوي المعرفة المتخصصة ،على اختلاف ألوانهم.
.2إن التدريب المهني للصحف ن ،على المستوى فوق الجامعي ،هو أقل أنواع التدريب المهني تكلفة،
وأسرعها عائدة ،كما إنه أقلها ازدحامة بالمواد المختلفة ،التي يدخل بعضها في اختصاصات الشعب،
والكليات الجامعية الأخرى.
6