Page 72 - مهارات التحرير الاعلامي
P. 72

‫مهارات التحرير الإعلام‬

‫ق ار ارت الإدارة نحو تحق ق المصالح المشتركة لها عن طريق تقديم المساعدة بال أري في إنجاز بعض‬
                                                            ‫الأعمال ذات الصلة بالإدارة العامة‪.‬‬

‫ويبرز دور ال أري العام عندما تظهر عوامل رئيسة تعمل على إثارته مثل ظهور الأزمات‬
‫السياسية والاقتصادية والثو ارت والحروب مثل كارثة فلسط ن أو ظهور مشكلة الأجور ب ن العمال‬
‫وأصحاب العمل‪ ،‬كما أن الناس غالباً ما يتأثرون بالزعماء والشخصيات المحبوبة والشجاعة مثل جمال‬
‫عبد الناصر والطهطاوي والشيخ محمد عبدة وأحمد ع اربي وغ رهم‪ ،‬الذين كان لهم دوٌر كب ٌر في قيادة‬
‫ال أري العام والتأث ر فيه‪ ،‬وقد عملت هذه النخبة على إثارة العديد من القضايا التي تهم المجتمع من‬
‫خلال كتاباتهم ومؤلفاتهم ومواقفهم الشجاعة في محاربة التخلف والأمية والظلم والاستبداد والاحتلال‬
‫وتوجيه انتقاداتهم التي ألهبوا بها مشاعر الجماه ر ونبهتهم من غفلاتهم لا سيما منذ نشأة الصحافة‬
‫العربية عام ‪ 1828‬م حتى بداية الحرب العالمية الأولى عام ‪ 1914‬م الذي سمي عصرهم عصر‬

                                                                               ‫التنوير العربي‪.‬‬

‫ومن الكتب المهمة التي أثارت نقاشاً طويلاً داخل العقل المصري كتاب لك(محمد أفندي عمر)‬
‫نشر عام ‪ 1899‬م وأسمه (حاضر المصري ن وسر تخلفهم) الذي تناول العوامل التي أدت إلى تدهور‬
‫الحضارة المصرية معللاً ذلك بتخلف النظام السياسي في مصر آنذاك الذي كان و ارء تخلف المجتمع‬

                                                                                    ‫المصري‪.‬‬

‫إن كشف الكاتب للكث ر من الحقائق والثغ ارت السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر‬
‫آنذاك وبأسلوب صريح وحاد لا يجرؤ أحد إلى التطرق إل ها‪ ،‬مما أثار غضب كث ر من القوى السياسية‬

        ‫والاجتماعية والثقافية والصحفية وشغلتها لمدة طويلة بالتحدث عن هذه الطروحات والأفكار‪.‬‬

‫وفي الع ارق كانت لدعوات شاعرنا الكب ر جم ل صدقي الزهاوي من خلال قصائده في تحرر‬
‫الم أرة ونبذ الحجاب أثر كب ر في غضب ال أري العام المحلي آنذاك والمجتمع بأسره لا سيما لدى رجال‬
‫الدين وعدوه خروجاً عن تعاليم الدين الإسلامي والأع ارف والتقال د الاجتماعية السائدة واصدروا حكماً‬

                              ‫بإهدار دمه الأمر الذي حدا بشاعرنا إلى الف ارر بجلده إلى أسطنبول‪.‬‬

                                                     ‫‪63‬‬
   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77