Page 103 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 103
احتلال الموصل وهدنة مودروس
الجنرال مارشال وفي ( / 31تشرين الأول1918 /م) أعلنت الهدنة التي
اطلق عليها بهدنة (مودروس) ،بين دول الوفاق الودي
ودول الوسط وايقاف العمليات العسكرية كافة ،الا ان
القوات البريطانية المحتلة تقدمت نحو الشمال على
الرغم من اعلان الهدنة ،في الوقت الذي أوقفت فيه
القوات العثمانية القتال.
إذ قام الجنرال مارشال قائد القوات البريطانية بتوجيه
انذار الى قائد القوات العثمانية بوجوب تسليم الموصل،
وامام انهيار القوات العثمانية وعدم تمكنها من الصمود
بوجه القوات البريطانية ،تمكن البريطانيون من دخول
مدينة الموصل واحتلالها وانسحاب القوات العثمانية
من جميع أراضي ولاية الموصل نحو الأناضول فــي
( /10تشرين الثاني 1918/م).
الانتداب البريطاني على العراق
هيأت ظروف الحرب العالمية الأولى والنتيجة التي آلت اليها هذ ِه الحرب ،الفرصة
المناسبة للدول الأوربية الكبرى لتحقيق اطماعها الاستعمارية في الاستيلاء على ممتلكات
الدولتين العثمانية والألمانية المندحرتين في الحرب وضمها بوصفها مستعمرات ،وهذا يناقض
اقوال الحلفاء ووعودهم للشعوب بحقهم في تقرير مصيرهم ،فضلاً عن وعودهم في التحرر
والاستقلال ،ولاسيما وعود الرئيس الامريكي ودرو ولسون ( 1856ــ 1924م) الأربعة عشر،
التي أكدت احقية تلك الشعوب في تقرير مصيرها واختيار الحكم المناسب لها.
نشاط فضلاً عن وعود ك ٍل من بريطانيا وفرنسا خلال الحرب في
عرف نظام الانتداب ،مع تأكيدهما أهمية تحرير الشعوب التي كانت تحت سيطرة الحكم
العثماني وتأسيس حكومات ديمقراطية لها ،الا ان هدفها الرئيس
بيان أهم بنوده. من تلك الوعود والتصريحات في تلك المرحلة هو عزمها على
الانتصار في الحرب.
لذلك قررتا المضي في تحقيق أهدافهما الاستعمارية تحت مسمى جديد يشبه الاحتلال في كثير من
اهدافه ومضامينه هو (نظام الانتداب) والذي يُعد نوعاً من أنواع الاستعمار.
اقترح هذا النظام الجنرال (سمطس) من (اتحاد جنوب افريقيا) ،وكان يهدف من خلاله الى إيجاد
نظام جديد للسيطرة الاستعمارية ،يرضي باعتقاده سكان البلاد التي ستخضع له.
102