Page 107 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 107

‫أسباب الثورة ‪ /‬الأسباب الداخلية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تدهور الاقتصاد العراقي‪ ،‬الذي شمل الزراعة والصناعة والتجارة‪ ،‬فقد تركت الحرب‬
‫العالمية الأولى اثاراً سلبية على الحياة الاقتصادية في العراق‪ ،‬فضلاً عن شحة المواد الضرورية‪،‬‬
‫ولاسيما الغذائية منها بسبب استهلاك قوات الاحتلال البريطاني لها‪ ،‬مما أدى الى ارتفاع أسعار‬
‫المواد الغذائية والاستهلاكية على نحو كبير وانتشار المجاعة والامراض والاوبئة بين أبناء‬

                                                                                ‫الشعب‪.‬‬

‫‪ -2‬فرض قوات الاحتلال البريطاني الضرائب الباهظة التي اثقلت كاهل الشعب العراقي‪،‬‬
‫ولاسيما الفلاحين منهم والذين يشكلون غالبية سكان البلاد‪ ،‬و التي انعكست سلباً على مستواهم‬
‫المعيشي المنخفض اصلاً‪ ،‬فاحتكروا المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية وابتاعوها من‬
‫المزارعين والتجار بأثمان بخسة ثم باعوها بأسعارمرتفعة‪ ،‬كما انهم تساهلوا في جمع الضرائب‬

                                ‫من شيوخ العشائر الموالين لهم مقابل تشددهم مع الاخرين‪.‬‬

‫‪ -3‬سوء الإدارة العسكرية البريطانية‪ ،‬إذ اتبعت سياسة الشدة والضغط على سكان الارياف‬
‫والمدن واعمال السخرة‪ ،‬واجبار المزارعين والفلاحين على العمل بالقوة تحت مسمى المجهود‬
‫الحربي‪ ،‬واشغال العقارات ببدلات ايجار ضيئلة جداً‪ ،‬واستعمال وسائل النقل من دون مقابل‬
‫وتقييد التجول واذلال موظفيهم للمواطن العراقي عند مراجعته للدوائر الحكومية‪ ،‬وهذا الامر‬

                                                     ‫أثار استياء الشعب وزعماء العشائر‪.‬‬

‫‪ -4‬أساليب الإدارة الحديثة السيئة التي اتبعتها سلطات الاحتلال البريطاني في العراق‪ ،‬التي‬
‫نفذها ضباط سياسيون واداريون وموظفون هنود تجاوزت أعدادهم المئات‪ ،‬مقابل الاعداد القليلة‬
‫جداً للعراقيين‪ ،‬فقد اتبع هؤلاء نظاماً عسكرياً مركزياً صعباً لا يتلائم وطبيعة المجتمع العراقي‪،‬‬

                                                    ‫ما أدى الى تذمراهل البلاد واستيائهم‪	.‬‬

‫‪ -5‬اتضاح معالم السياسة البريطانية في العراق وشعورالعراقيين بخيبة الامل‪ ،‬إذ عملت على‬
‫تحويل العراق الى جزء من الإمبراطورية البريطانية‪ ،‬ثم جاء قرارعصبة الأمم بفرض الانتداب‬

                           ‫البريطاني عليه ليكشف أكاذيب وعود بريطانيا للعراق وعهودها‪.‬‬

                                                                      ‫‪106‬‬
   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112