Page 84 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 84

‫مميزات العهد العثماني الأخير (العهود الأخيرة لحكم الدولة العثمانية في العراق )‬

                                     ‫‪ .1‬تأثير حركة الإصلاحات العثمانية (التنظيمات ) وانعكاسها‬

                                     ‫على العراق‪ ،‬والتي تمثلت بصدور مرسومين اصلاحيين هما‪:‬‬

                                     ‫(مرسوم كلخانة ‪1839‬م)‪ ،‬و(خط همايون ‪1856‬م)‪ ،‬اللذان‬

                                     ‫صدرا في عهد السلطان العثماني عبدالمجيد ‪1861-1839‬م‪،‬‬

                                     ‫ويقصد بالتنظيمات‪ :‬إعادة بنــاء الدولــة علــى وفق أنظمة‬
                                     ‫وقوانين حديثة في المجالات كافة ‪ ،‬وقدعملت الدولة العثمانية‬
                                     ‫فعلاً على إصدار أنظمة وقوانين بدأت منذ اصدار مرسوم‬
                                     ‫كلخانة الى اعلان العمل بأول دستور عثماني عام ‪1876‬م‬
                                     ‫وشرعت بتأسيس معظم نظارتها (وزارتها) وشبكة الدوائر‬
   ‫التابعة لها‪ ،‬ونقل العثمانيون تلك الإصلاحات الى ولايات العراق‪،‬السلطان عبدالمجيد ‪1861-1839‬م‬
  ‫وعلى الرغم إ َّن تنفيذها كان بطيئاً ومحدوداً‪ ،‬شهدت هذه الولايات تحولاً في أوضاعها العامة في‬
  ‫العهد العثماني الأخير الى الأفضل‪ ،‬فظهرت إدارات حكومية عثمانية في العراق لم تكن موجودة‬
  ‫من قبل‪ ،‬فضلاً عن تشريع العديد من الأنظمة والقوانين الجديدة مثل نظام المعارف (التعليم) ‪،‬كما‬
                                   ‫أجريت إصلاحات في مجالات عدة مثل الإدارة والنقل والبريد‪.‬‬
  ‫‪ .2‬قسم العراق بموجب تلك الإصلاحات عام ‪1864‬م على ثلاث ولايات هي بغداد والموصل‬
  ‫والبصرة‪ ،‬وضمت كل ولاية عدداً من الاقضية ويتبعها مجموعة من النواحي والقرى‪ ،‬كما كانت‬
  ‫كلاً من ولايتي البصرة والموصل تشكل قائم مقامية او متصرفية تابعة الى ولاية بغداد واحياناً تكون‬

                                             ‫لها إدارة منفصلة او مرتبطة مع العاصمة إستانبول‪.‬‬
  ‫‪ .3‬كان ولاة هذا العصر من الذين يتم تعينهم في إستانبول على نحو مباشر‪ ،‬وقد بلغ عددهم خمسة‬
  ‫وثلاثون والياً‪ ،‬بعضهم حكم أكثر من مرة‪ ،‬فضلاً عن وجود عدد منهم لم يكمل مدة حكمه (ثلاث‬
  ‫سنوات)‪ ،‬كما تميز بعضهم بالكفاءة والمقدرة‪ ،‬وتحقيق الكثير من الإنجازات والإصلاحات والتي‬

                                                                           ‫شملت جوانب عدة‪.‬‬
  ‫‪ .4‬تعيين بعض الولاة المصلحين في العراق‪ ،‬ولاسيما الوالي مدحت باشا الذي أوجد أساساً متيناً‬
  ‫لعهد جديد من عهود الدولة العثمانية‪ ،‬وذلك لقيامه بإصلاحات كثيرة‪ ،‬أدت الى تحسين الأوضاع‬

                 ‫العامة في العراق‪ ،‬حتى وصف بـ (اشهر الولاة العثمانيين المصلحين في العراق)‪.‬‬
  ‫‪ .5‬اتصال العراق الخارجي مع دول العالم‪ ،‬من خلال وسائل متعددة لم تكن متاحة قبل ذلك العهد‪،‬‬
  ‫أهمها المدارس الأجنبية التي اسستها البعثات التبشيرية (الفرنسية والبريطانية والأمريكية)‪ ،‬اذ كانت‬
  ‫هذه المدارس تهتم بتدريس اللغات الاوربية و تعليمها‪ ،‬ومن بينهم الطلبة المسلمون الذين منحوا‬
  ‫فرصة التواصل مع العالم الغربي من خلال العمل التجاري‪ ،‬أو في القنصليات الأجنبية او اكمال‬

                                                                       ‫الدراسة في بلاد الغرب‪.‬‬

‫‪83‬‬
   79   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89