Page 32 - Final Manar 144
P. 32

‫د‪ .‬سهيل بن سالم الحربي‬                                                                                                        ‫مقالات‬

                        ‫عميد الكلية الجامعية بالجموم‬                                                                                     ‫‪30‬‬

‫الحمد لله على نعمة المملكة‬

‫الصحـة ومـن سـاندهم مـن رجـال الأمـن البواسـل وأبطـال‬              ‫لــم يكــن تعامــل الــدول مــع جائحــة فيــروس كورونــا‬
‫رجــال الإعــام الحقيقيــن ومــن هــم في الميــدان ورجــال‬         ‫(كوفيـد‪ )19-‬بنفـس القـدر مـن الاهتمـام والأولويـة والحـزم‪،‬‬
‫البلديـات وغيرهـم مـن مؤسسـات حكوميـة اقتضـى وجودهـم‬               ‫لـذا تباينـت ردود الأفعـال مـن دول لأخـرى‪ ،‬وأصبـح الهاجـس‬
‫في الميـدان تعريـض حياتهـم وحيـاة أسـرهم للخطـر‪ .‬وخلـف‬             ‫المالـي والاقتصـادي كفـة مرجحـة للتريـث والتمهـل‪ ،‬وهو ما لم‬
‫الكواليـس هنالـك مـن عملـوا ومازالـوا يعملـون بصمـت مـن‬            ‫يثـ ِن المملكـة العربيـة السـعودية بقيادتهـا الحكيمـة عـن اتخـاذ‬
‫منســوبي وزارة التعليــم ابتــد ًء مــن المعلمــن وأعضــاء هيئــة‬  ‫أدوار احترازيـة‪ ،‬ترجـح مـن خلالهـا الإنسـان كقيمـة ومعنـى‬
‫التدريــس الذيــن غيــروا طرقهــم و إســتراتيجياتهم وتجابــوا‬      ‫ووزن عــن القيمــة الماليــة والاقتصاديــة‪ ،‬فأصبحــت المملكــة‬
‫مـع التعليـم عـن بعـد و التعليـم الإلكترونـي‪ ،‬وأي ًضـا أبنائنـا‬    ‫العربيـة السـعودية بفضـل الله تعالـى وبقيـادة خـادم الحرمـن‬
‫الطلبــة الذيــن أثبتــوا مســؤولياتهم وفاعليتهــم مــع الحــدث‬    ‫الشـريفين الملك سـلمان بن عبدالعزيز آل سـعود وولي وعهده‬
‫وتجابـوا بـكل جديـة للحضـور والانتظـام في المحاضـرات عـن‬           ‫الأمـن الأميـر محمـد بـن سـلمان بـن عبـد العزيـز آل سـعود‬
‫بعـد‪ ،‬ولعـل التقاريـر والإحصائيـات التـي تصلنـي تؤكـد ذلـك‬         ‫رائـدة في إدارة أزمـة كورونـا في جوانبهـا المتعـددة ابتـداءً مـن‬
‫التجــاوب والإحســاس بالمســؤولية لــدى منســوبي جامعــة أم‬        ‫وزارة الصحـة بقيـادة مبدعهـا وربانهـا معالـي الدكتـور توفيـق‬
‫القــرى بشــكل عــام والكليــة الجامعيــة بالجمــوم علــى وجــه‬    ‫الربيعـة‪ ،‬حيـث قامـت بكافـة الإجـراءات الصحيـة الاحترازيـة‬
‫الخصــوص‪ .‬إن التوجيهــات و التعليمــات التــي تصلنــا مــن‬         ‫والضروريـة وجعلـت سـامة الإنسـان سـواءً كان مواط ًنـا أو‬
‫معالـي مديـر الجامعـة أ‪.‬د‪ .‬عبـد الله بـن عمـر بافيـل والسـادة‬      ‫مقي ًمـا هـي الأولويـة الأولـى لهـا‪ ،‬وهـو مـا تجسـد في واقعيـة‬
‫وكلاء الجامعـة تؤكـد علـى توجيهـات معالـي وزيـر التعليـم في‬        ‫كلمــة الملــك ســلمان بــن عبــد العزيــز بــأن المملكــة العربيــة‬
‫اسـتمرارية العمليـة التعليميـة عـن طريـق التعليـم عـن بُعـد‬        ‫الســعودية مســتمرة في اتخــاذ كافــة الإجــراءات الاحترازيــة‬
‫سـواء كان متزام ًنـا أو غيـر متزامـن‪ ،‬و أن تكـون هنالـك بدائلً‬     ‫لمواجهــة انتشــار فيــروس كورونــا المســتجد‪ ،‬و «بأننــا نمــر‬
‫ممكنـة للاختبـارات والتقويمـات ومـن بينهـا عـدم اسـتخدام‬           ‫بمرحلــة صعبــة مثــل العالــم كلــه‪ ،‬ولكننــا ســنبذل الغالــي‬
‫الاختبــارات المتزامنــة في التقــويم النهائــي واســتخدام أحــد‬   ‫والرخيــص للحفــاظ علــى صحــة المواطنــن»‪ .‬إن إشــادة‬
                                                                   ‫الهيئـات العالميـة بمـا اتخذتـه المملكـة العربيـة السـعودية مـن‬
                                      ‫البدائـل الممكنـة‪.‬‬           ‫جهـود ومـن بينهـا منظمـة الصحـة العالميـة لهـو دليـل علـى‬
‫إن جهــود جامعــة أم القــرى ممثلــة في عمادتــي التعلــم‬          ‫نجاعــة وســامة كافــة الخطــوات المتخــذة حتــى الآن‪ ،‬وهــو‬
‫الإلكترونــي والتعليــم عــن بعــد وتقنيــة المعلومــات وفي ظــل‬   ‫مـا عجـزت عنـه دول عظمـى نتابـع أخبـار استسـامها لتلـك‬
‫الظـروف الحاليـة‪ ،‬تشـهد بحـق علـى قـدرة الجامعـة بفضـل‬             ‫الجائحــة بشــكل يدعــو إلــى الدهشــة رغــم مــا تمتلكــه مــن‬
‫الله تعالـى ثـم بتوجيهـات معالـي مديرهـا علـى إدارة الأزمـة‬        ‫إمكانيـات متقدمـة صنفتهـا ضمـن العالـم الأول‪ .‬إن قـرارات‬
‫بـكل اقتـدار وحرفيـة‪ ،‬ولعـل الأيـام القادمـة ستشـهد رصـدًا‬         ‫المملكــة في إلزاميــة العــزل و الحجــز وســرعة القــرارات‬
‫رقم ًيّـا يؤكـد تلـك الناجحـات والإنجـازات‪ ،‬أسـأل الله العلـي‬      ‫واتخــاذ الإجــراءات‪ ،‬أدى إلــى تكاتــف الأجهــزة والمؤسســات‬
‫القديــر أن يوفقنــا لمــا يحبــه ويرضــاه‪ ،‬وأن يحفــظ العبــاد‬    ‫وأظهـر أبطـالً حقيقيـن تضافـرت جهودهـم حمايـة ووقايـة‬
                                                                   ‫للإنسـان‪ ،‬كان في مقدمتهـم أطبـاء وممرضـي وموظفـي وزارة‬
               ‫والبـاد وأن يزيـح عـن الأمـة هـذه الغمـة‪.‬‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37