Page 6 - مشروع توحيد
P. 6

‫بل إن حقيقة الشرك‪ :‬أن يأتي الإنسان بخلال وأعمال‬
        ‫خصها الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬بذاته العلية وجعلها شعاراً‬

‫للعبودية‪ ،‬لأحد من الناس؛ كالسجود لأحد‪ ،‬والذبح باسمه‬
  ‫والنذر له‪ ،‬والاستعانة به في الشدة والاعتقاد أنه ناظر‬
   ‫في كل مكان‪ ،‬وإثبات التصرف له‪ ،‬كل ذلك يثبت به‬
                  ‫الشرك ويصبح به الإنسان مشركاً)‪.‬‬
    ‫قلت‪ :‬هذا التعريف فيه تصور كامل لحقيقة الشرك‪،‬‬
                                 ‫ولكنه غير منضبط‪.‬‬
  ‫وبهذا يتفق قول العلماء المحققين في حقيقة الشرك مع‬

‫قول أصحاب المعاجم بأن أصل الشرك اتخاذ الأنداد مع‬
  ‫الله فأصل الشرك – كما علمنا من البيان السابق – ما‬
 ‫هو إلا اتخاذ الند مع الله‪ ،‬وهذا ما سيتضح لنا أكثر عند‬
        ‫بيان حقيقة الشرك في نصوص القرآن والسنة‪.‬‬
  ‫إذا نظرنا إلى حقيقة الشرك في القرآن نرى‪ :‬أن الله –‬
  ‫عز وجل – بينها في كتابه بياناً شافياً واضحاً لا لبس‬
 ‫فيه ولا غموض‪ .‬فقال تعالى‪َ :‬فلاَ تَ ْج َعلُواْ لِّ لل أَن َداداً َوأَنتُ ْم‬
                                ‫تَ ْع َل ُمو َن [البقرة‪]22 :‬‬

‫معنى الآية‪ :‬النهي عن اتخاذ الأنداد مع الله بأي وجه من‬
   ‫الوجوه‪ ،‬وقد نقل عن السلف في تفسير الآية مثل هذا‬
                                       ‫القول‪ ،‬فمثلاً‪:‬‬

 ‫•قال ابن عباس‪( :‬الأنداد‪ :‬الأشباه)‪ ،‬والند‪ :‬الشبه‪ ،‬يقال‪:‬‬
 ‫فلان ند فلان‪ ،‬ونديده‪ :‬أي مثله وشبهه‪ ،‬ومنه قول النبي‬

    ‫صلى الله عليه وسلم لمن قال له‪ :‬ما شاء الله وشئت‪:‬‬
                                  ‫((أجعلتني لله ندا))‬

       ‫‪ ،‬وكل شيء كان نظيراً لشيء وشبيها فهو له ند‬

                                               ‫الصفحة ‪ 6‬من ‪28‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11