Page 41 - Islamic 6 th
P. 41
الوحدة الثانية /الدر ُس الخام ُس :من الآدا ِب الإسلام ّي ِة
آفات اللسان
ذه َب سعيد إلى صديق ِه أحم َد يو َم الجمع ِة قب َل الظه ِر بنص ِف ساع ٍة ،فقد
اتفقا على أن يؤ ِّديا صلا َة الجمع ِة في المسج ِد ،وألاَّ يتخلفا عنها أبد ًا بع َد أن
شر َح لهما معل ُم التربي ِة الإسلام ّي ِة أهمي َة هذه الصلا ِة وأجرها الكبير عن َد الله
تعالى.
استقب َل أحم ُد صدي َقه بحفاو ٍة واحترا ٍم كما تقتضي الآدا ُب الإسلام ّي ُة،
وبادره بحدي ِث الأستا ِذ في الليل ِة الماضي ِة.
قا َل أحم ُد :كا َن حدي ُث الأستا ِذ أم ِس َعن النهي َعن الس ِّب ،وحي َن سمعته
تألم ُت كثير ًا لشيو ِع هذا المرض في مجتمعنا.
قا َل الأســتا ُذ :يا ولدي إ ّن للســـا ِن آفا ٍت كثير ًة ،وقد سأ َل رج ٌل رســـول الله
( ص ) ،هل يؤاخذنا الله على ما نقول ُه بألسن ِتنا؟ فأجا َب :وهل ك ّب النا َس على
وجو ِههم في جهنم إلاَّ حصائد ألسن ِتهم؟ فاللسا ُن يا ولدي يقو ُد أناس ًا إلى
الجن ِة ،لأ ّنهم حفظوه من السو ِء ،واستعملوه في الخي ِر ،ويقو ُد أناس ًا آخرين
إلى النا ِر؛ لأ ّنهم استعملوه في السو ِء الذي لا يرضي الله تعالى ،ومن ذل َك
الس ّب الذي وص َف رسول الله ( ص ) فاعله بالفسو ِق ،فقال :سبا ُب المؤم ِن
فسو ٌق ،وقتا ُل ُه كف ٌر.
قا َل أحم ُد :فسأل ُت الأستا َذ :وماذا عن غي ِر المؤم ِن ،أيجوز س ُّب ُه؟
أجا َب الأستا ُذ :علينا أ ْن نط ّه َر ألس َنتنا وأفوا َهنا من السو ِء ،ونج ّن َب أن ُفسنا
الس َّب ،فحي َن تس ُّب الفاس َق سيس ّبك ،والله تعالى وحده الذي يعل ُم ماذا
يجري بع َد ذل ِك ،وستشي ُع العداو ُة والخصوم ُة بي َن أفرا ِد المجتم ِع المسل ِم،
وتوقع بي َن أفراد ِه البغضاء ،وقد نهانا الله تعالى في كتاب ِه الكري ِم عن س ِّب آلهة
المشركين.
40