Page 34 - موجز_البحوث_والدراسات_والأوراق_العلمية_بعد_تعديل_المستشار27_
P. 34
َتعْقِي َدا ُت تَطْبِي ِق أَحْكَا ِم ا ْلمَ ْسؤُولِيَ ِة الْمَ َدنِيَ ِة
فِي مَجَا ِل ا ْل ِج َراحَ ِة ال ُروبوتية
ـــــــــــــــــ
ميادة محمود العزب
لا تختلفُ معاييرُ العلاجِ في الجراحةِ باستخدامِ ال ُروبوتِ أو في الجراحةِ عن بُعدٍ عن تلك المتطلَبةِ في
الجراحةِ التَقليديَة ،إلا أنَ الدَعوى القضائيَةَ المتعلِقةَ بالنَتائجِ السَلبيَةِ بعدَ استخدامِ تلك التِقنيَاتِ تختلفُ عن
الدَعوى القضائيَةِ المتعلِقةِ بالجراحةِ التَقليديَة؛ لأنَه سيكون من الصَعبِ إثباتُ أنَ الجرَاحَ قد اخترقَ معاييرَ العلاج،
فالأمرُ أصبح أكثرَ تعقيدًا ،فيظهرُ أطرافٌ جددٌ لا غِنَى عنهم في غرفةِ العمليَات ،بالإضافةِ إلى ذلك ،فإنَ خصوصيَةَ
ذلك النَوعِ من الجراحةِ تتطلَبُ تعاونَ صانعِ الرُوبوتِ الجراحيِ والقنواتِ الموفِرةِ للمعلوماتِ ،مثل :شركةِ الاتِصالاتِ
مع الجرَاحِ في أثناء إجراءِ الجراحةِ الرُوبوتيَة؛ سواء ال ُروبوتيَة عن ُقربٍ (التي تتمُ داخلَ المستشفى أو المراكز
الطبيَة) ،أو تلك العابرة للحدود (الجراحةُ عن بعدٍ أو الجراحةُ السَايبرانيَة).
فالأدواتُ الطِبيَةُ المستخدَمة في الجراحةِ الرُوبوتيَةِ تكون متَصلةً بالحاسوب ،وتتمُ من خلال شبكةِ
الإنترنت) وذلك خلاف الوضعِ في الجراحةِ التَقليديَةِ؛ فالأدواتُ تكون تحتَ التَص ُرفِ الكاملِ والسَيطرةِ التامَةِ
للطَبيبِ ،ومن ثم إذا قامت شرك ُة الهاتفِ بقطعِ الخدمة ،أو حدَثَ ُعطلٌ ما فلن يكون للجرَاحِ أيُ سيطرةٍ على الأدواتِ
البعيدةِ المستخدَمةِ في الجِراحة ،ففي هذه الحالةِ سيحاولُ الجرَاحُ إثباتَ أن الضَررَ ليس بسببِ إهمالِه نحوَ
المريضِ ،وإنما بسببِ إهمالِ صانعِ الآلةِ الجراحيَةِ أو الشَركة الموفِرة لشبكةِ الاتِصالات ،ومن المتوقَع هنا أنَ كلَ
طرفٍ سيحاول التخلُصَ من مسؤوليَتِه بإلقاء اللَومِ على الطَرفِ الآخر ،ومن المحتملِ في النهِايةِ أن يضيعَ حقُ
المدَعي في التَعويضِ؛ حيث سيصعُبُ عليه ،بل قد يستحيلُ إثباتُ الخطأ ،لذلك سنتناو ُل ُمعضلةَ الإثباتِ وسُبلَ
الحدِ منها أو على الأقلِ التَخفيف منها في هذا البحث ،بالإضافة إلى بعضِ المعضلاتِ الأُخرى المتعلِقةِ بالجراحةِ
العابرةِ للحدود؛ سواءٌ من حي ُث حمايةُ خصوصيَةِ بياناتِ المرضى ،وكيفيَة مواجهةِ تلك المخاطر.
33 | P a g e