Page 10 - بعد الغياب
P. 10
واﻟﺘﻠﻔﻮن ﻋﺎﻳﺰ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻲ واﻧﺎ اﻗﺎﺑﺾ ﻓﻴﻮ ﻓﻲ اﻟﺠﻮ ،زي اﻟﺰول اﻟﺒﻘﺎﺑﺾ ﻓﻲ ﺳﻤﻜﺔ ﺣﻴﺔ ﺑﺘﻔﺮﻓﺮ..
ﻣﺴﻜﺘﺎ اﻟﺘﻠﻔﻮن ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺐ ﻋﺎﻳﻨﺘﺎ ﻋﺸﺎن ارد ،ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﺨﻴﺒﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ،ﻃﻠﻊ دا ود ﺧﺎﻟﺘﻲ اﻟﺴﻐﻴﻞ
ﻋﺎﻳﺰﻧﻲ اﺟﻴﺐ ﻟﻴﻮ ﻣﻌﺎي ﺳﻌﻮط.
رﺟﻌﺘﺎ اﻟﺘﻠﻔﻮن ف ﺟﻴﺒﻲ وﺷﻠﺖ اﻛﻴﺎ وواﺻﻠﺘﺎ ﻣﺸﻮاري وﻓﺠﺎة ﻛﺪا ﺻﺎﺑﻨﻲ ﺣﺰن وﺣﺴﻴﺖ ﺑﻐﺼﺔ
ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻲ ،ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﺎ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺷﻨﻮ..
رﻛﺒﺘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ورﺟﻌﺘﺎ اﻟﺒﻴﺖ واﻧﺎ اﻧﺴﺎن ﺗﺎﻧﻲ ،ﻛﻞ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ واﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻜﺎﻧﺖ ﻓﻴﻨﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﻗﻠﺒﻮ ﺣﺰن
واﻛﺘﺌﺎب ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﺐ..
ﺟﺒﺘﺎ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﺒﻴﺖ وﻃﻠﻌﺘﺎ ﻏﺮﻓﺘﻲ رﺗﺒﺘﻬﺎ وﻓﺘﺤﺘﺎ اﻟ ﺑﺘﻮب وﻗﻌﺪﺗﺎ وﻛﻞ ﺷﻮﻳﺔ اﻋﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟ ﻳﺮ
واﺗﺴﺎءل ،ﺣﺼﻞ ﻟﻴﻚ ﺷﻨﻮ ﻳﺎ أﻧﻮر ﻫﺰاك ﻗﺪر دا ،اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻋﺎدي ﻣﺎ ﺗﻜﺒﺮو ،اﺗﺠﺎوزو .،ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ود
ﻣﻠﻬﻮف وﻣﻠﺒﻮش وﺣﺰﻳﻦ وﻣﻜﺴﻮر ..ﺣﺒﻴﺖ اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﻐﺒﻲ دا ﻟﻌﻠﻚ؟ اﻧﺖ ﺟﻨﻴﺖ؟
راﺟﻞ ﺷﻨﻮ اﻟﺒﺤﺐ راﺟﻞ! و اﻧﺖ ﻳﺎ أﻧﻮر ﻏﺎي اﻇﻨﻚ؟؟؟!!
ﻛﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤ ت ارﻫﻘﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﺪ ﻟﻤﻦ ﺟﺎﻧﻲ ﺻﺪاع وﻣﺎﻣﺮﻛﺰ ﻓﻲ اﻟ ﺑﺘﻮب ﺑﻘﻴﺖ.
ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻗﻄﻊ ﺳﻴﻞ اﻟﺘﺴﺎؤ ت دي ﺻﻮت أﻣﻲ وﻫﻲ ﺑﺘﻨﺎدﻳﻨﻲ ﻟﻠﻔﻄﻮر..
ﻧﺰﻟﺘﺎ ﻗﻌﺪﺗﺎ ف اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ واﻧﺎ ﻣﺎﺣﺎ اﻧﻲ اﺻ اﻧﺎ ،ﻛﺄﻧﻮ دا ﺟﺴﺪ واﻧﺎ روﺣﻲ واﻓﻜﺎري ﻓﻲ ﻣﻜﺎن
ﺛﺎﻧﻲ..
وﻛﻞ ﺷﻮﻳﺔ اﻣﻲ ﺗﻘﻮل ﻟﻲ ﻳﺎ ود اﻛﻞ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ!
واﻧﺎ ﻣﺎﻋﺎرف اﻗﻮل ﺷﻨﻮ و ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪي ﻧﻔﺲ اﻛﻞ ..اﻣﻲ ﺑﻘﺖ ﺗﻘﻮل ﻟﻲ ﻳﺎ واد اﻧﺖ ﻣﺎﻟﻚ؟
ﻋﻴﺎن؟ ﻣﺎ ﺑﺘﺎﻛﻞ ﻟﻴﻪ؟
اﻧﻮوووورررر ﻫﻮووي! ) ﺟﺪﻋﺖ ﻓﻮﻗﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻋﻴﺸﺔ (
ﻗﻠﺖ ﻟﻴﺎ ﻧﻌﻢ ﻳﺎ اﻣﻲ ،اﻛﻠﻲ اﻧﺘﻲ اﻧﺎ ﺑﻄﻨﻲ ﺣﺎ ﺑﻴﺎ ﻣﺎﺗﻤﺎم ،وﻗﻤﺘﺎ ﻣﺸﻴﺖ ع ﻏﺮﻓﺘﻲ ،وﻫﻲ
ﺑﺘﻨﺎدﻳﻨﻲ ﻃﻴﺐ اﻣ اﻓﺤﺺ ﻳﺎ ود ﺷﻮف ﻣﺎﻟﻚ ،ﻳﻜﻮن ﺟﺎﺗﻚ ﺑﺮدة ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺮة..اﻟﺦ
ﻃﻠﻌﺘﺎ ﻏﺮﻓﺘﻲ وﻗﻔﻠﺘﺎ اﻟﺒﺎب ،وﺷﻠﺖ اﻟﺘﻠﻔﻮن ﻗﻠﺖ اﻣﻜﻦ ﻳﻜﻮن اﺗﺼﻞ ﻋﻠﻲ اﺛﻨﺎء ﻣﺎ اﻧﺎ ﺗﺤﺖ ،ﻟﻜﻦ
ﻟ ﺳﻒ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اي ﻣﻴﺴﺪ ﻛﻮل.
ﻗﻌﺪﺗﺎ ﻓﻲ اﻟ ﺑﺘﻮب ﻗﻠﺖ اﺣﺎول اﻃﻠﻊ اﺟﻨﺪة ل ﺑﺤﺚ اﻟﺘﺨﺮج ﻧﻮ ﻛﻨﺘﺎ ﺧ ص ﻧﺎزل اﺧﺮ ﺳﻤﺴﺘﺮ..
ﺣﺎوﻟﺘﺎ ارﻛﺰ ﺑﺲ ﻣﺨﻲ ﻛﺎن راﻓﺾ ﺗﻤﺎﻣﺎ اي ﻣﺤﺎو ت ﺗﺮﻛﻴﺰ ..ف ا ﺧﺮ اﺳﺘﺴﻠﻤﺘﺎ ،وﻏﺼﺒﺎ" ﻋﻨﻲ
ﺑﻜﻴﺖ ووﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻐﺎﻟﺔ ﻏﻨﻴﺔ ذﻛﺮى ) ،ﻛﻞ اﻟﻘﻠﻮب اﻃﻔﺎل (.
وﻣﻨﻬﺎ ﻏﻔﻴﺖ ،وﺻﺤﻴﺖ ع ﺻﻮت اﻟﻮاﻟﺪ ﺟﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻐﻞ وﻗﺎل ﻟﻲ ود ﻋﻤﻚ ال ﻛﺎن راﻗﺪ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ
اﺗﻮﻓﻰ ﷲ ﻳﺮﺣﻤﻮ ،ﻳ ﻋﺸﺎن ﻧﻠﺤﻖ اﻟﺪﻓﻦ ) واﻟﻌﺰاء ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺘﺎﻋﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺑﻌﺪ
اﻟﺤﺼﺎﺣﻴﺼﺎ (.
رﻛﺒﻨﺎ وﻣﺸﻴﻨﺎ اﻟﻌﺰاء وﺧﻠﺼﻨﺎ اﻟﺪﻓﻦ وﺑﻌﺪﻫﺎ ف اﻟﺼﻴﻮان ﺟﻴﺖ ﻗﻌﺪﺗﺎ وﻃﻠﻌﺘﺎ اﻟﺘﻠﻔﻮن ،ﻟ ﺳﻒ ﻣﺎف
رﺳﺎﻟﺔ و ﻣﻜﺎﻟﻤﺎت ،واﻟﺸﺒﻜﺔ ﺧﻂ واﺣﺪ وﻳﺮوح ﻣﺮات وﻳﺠﻲ.
ﻗﻌﺪﻧﺎ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺰاء ورﻓﻌﻨﺎ اﻟﻔﺮاش وﻣﻨﻬﺎ رﺟﻌﻨﺎ ﻣﺪﻧﻲ ،واول ﻣﺎ وﺻﻠﺘﺎ ﻧﺎس اﻟﺒﻴﺖ ﻛﺎن ﺑﻌﺪ
اﻟﻌﺸﺎء ..ﻃﻮاﻟﻲ دورﺗﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻣﺸﻴﺖ اﻟﻜﻬﻒ ) ﺑﻴﺖ اﻟﻌﺬاﺑﺔ ( ﻛﻨﺘﺎ ﻣﻠﺨﺒﻂ ا ﺣﺎﺳﻴﺲ ،ﺑﻴﻦ زﻋﻞ
وﻏﻀﺐ وﻋﺘﺎب وﺷﻮق..
وﺻﻠﺘﺎ اﻟﺒﻴﺖ ﻟﻘﻴﺘﻮ ﻣﻀﻠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ ،ﻋﺮﻓﺘﺎ اﻧﻮ اﻛﻴﺪ ﺣﺴﺎم ﺳﺎﻓﺮ ،وﻛﻴﻒ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ
و ﻳﺮﺳﻞ رﺳﺎﻟﺔ ..ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﻮدﻋﻨﻲ!!
واﻧﺎ راﺟﻊ ع اﻟﺒﻴﺖ ﻛﻨﺘﺎ زي اﻟﺰول اﻟﺸﺎﻳﻞ ﻛﻞ وﺟﻊ اﻟﺤﺰن ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻮ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻐﺼﺔ واﻗﻔﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ
ﺣﻠﻘﻰ ،وﻧﻔ اﺑﻜﻲ ﺑﺲ دﻣﻮﻋﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰة ﺗﻄﺎوﻋﻨﻲ وﻧﻔ ا خ ﺑﺲ ﺣﻠﻘﻲ ﺗﻤﺮد،
وﻧﻔ ﻛﺎن ﺑﻴﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺿﻠﻮﻋﻲ أﻟﻢ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ..