Page 67 - بعد الغياب
P. 67
ﻗﻠﺖ ﻟﻴﻬﺎ :ﺑﺴﻢ ﷲ ﻳﺎ وﻓﺎء ..دا ﻛ م ﺷﻨﻮ اﺳﺘﻐﻔﺮي ﻳﺎخ ..اﻧﺘﻲ زوﻟﺔ ﻛﺒﻴﺮة وﻋﺎﻗﻠﺔ ودا ﻣﺎ ﻛ م ﻣﻔﺮوض
ﻳﻄﻠﻊ ﻣﻨﻚ..
وﻓﺎء اﻟﺪﻣﻮع ﺑﺘﻨﺰل ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻐﺰارة رﻏﻢ اﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺎدﻳﺔ ..ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ :اﻧﺖ ﺑﺘﻘﻮل ﻛﺪا ﻧﻚ ﻣﺎ ﺑﺘﻌﺮف ﻋﻦ
ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻲ ء و ﻋﻦ اﻟﻌﺬاب ال اﻧﺎ ﻋﺸﺘﻮ..
اﻧﺎ ﻳﺎ أﻧﻮر اﺗﻮﻟﺪﺗﺎ ﺑ أم و أب ..واﺗﺮﺑﻴﺖ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ داﺧﻠﻴﺔ ﺑﻨﺎت..
اﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺠﺪ اﺗﻔﺎﺟﺄﺗﺎ ﻣﻦ ﻛ ﻣﻬﺎ ..ﺑﺲ ﺳﻜﺘﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻘﺘﺎ.
وﻓﺎء واﺻﻠﺖ :اﻧﺎ اﻣﻲ وﻟﺪﺗﻨﻲ وﻫﻲ ﻓﻲ ﻋﺰ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﺎ ﻣﻊ اﺑﻮي ..ال ﻛﺎن ﺑﻴ ﺑﻬﺎ وﻳﻀﻮﻗﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻧﻮاع
اﻟﻌﺬاب ..ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻞ ﺑﻲ ..ﻟﺪرﺟﺔ اﻧﻮ اﺑﻮي ﻗﺎل ﻟﻴﻬﺎ اﻧﻮ ال ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻚ دا ﻣﺎ وﻟﺪي ..وﻛﺎن ﺑﻴ ﺑﻬﺎ
ب ﻣﺒﺮح ﻓﻲ ﺑﻄﻨﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻣﺮات اﻣﻲ ﻳﻐﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ..
وﻛﺘﻴﺮ ﺣﺎوﻟﺖ ﺗﻨﺰﻟﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﻄﻨﺎ ﺑﺲ رﺑﻨﺎ ﻣﺎ اراد اﻧﻲ اﻧﺰل..
وﻓﻲ ﺷﻬﺮﻫﺎ اﻟﺜﺎﻣﻦ اﺑﻮي دﻗﺎﻫﺎ وﻃﻠﻘﺎ ..وﻟﻤﻦ وﻟﺪﺗﻨﻲ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﻳﻘﺔ ﺗﺸﻮف ﺧﻠﻘﺘﻲ ..ﺣﺘﻰ و
رﺿﻌﺘﻨﻲ ..ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰة اي ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ ب أﺑﻮي ..أو ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﻴﻮ..
ف ﺧﻠﺘﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ وﻃﻠﻌﺖ ﺳﺎﻓﺮت وﻣﺎف زول ﻛﺎن ﻋﺎرﻓﺎ وﻳﻦ ..اﻟﻮﻗﺖ داك ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﻫﺎ
اﺧﺘﻬﺎ ﺑﺖ أﺑﻮﻫﺎ ) اﻟﻠﻲ ﻫﻲ ﻣﺎﻣﺎ اﻗﺒﺎل ...اﻣﻲ اﻟﺒﺘﺠﻴﻨﻲ ﻛﻢ ﻣﺮة وﺗﻘﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎ واﻧﺖ ﺗﻘﻮل ﻟﻲ اﻣﻚ
دي ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺻﻐﻴﺮة (.
ﺧﺎﻟﺘﻲ دي ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺛﺎﻧﻮي وﻗﺘﻬﺎ ..وﺑﺘﻘﺮا وﺳﺎﻛﻨﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺑﻨﺎت ..ﺷﺎﻟﺘﻨﻲ ورﺑﺘﻨﻲ ﻣﻌﺎﻫﺎ ..ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ
ﺗﻤﻴﺖ 10ﺳﻨﻴﻦ اﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﻳ ﻫﺎ أﻣﻲ ..وﺑ اﺣﺔ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺣﺎﺗﻤﻨﻰ أم ﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﺑﻌﺪاك اﻗﺒﺎل ﻋﺮﺳﺎ ﻛﻤﺎن واﺣﺪ ود ﺣﺮام ..وﻛﺎن ﻃﻬﺎ اﻧﻲ اﻋﻴﺶ ﻣﻌﺎﻫﻢ ..زوﺟﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﺘﺤﺮش ﺑﻲ
ﻳﺎ أﻧﻮر ﻛﻞ ﻳﻮم ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ أو اي وﻗﺖ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر ﺗﻜﻮن ﻣﺎﻣﺎ اﻗﺒﺎل ﺑﺮا اﻟﺒﻴﺖ ..وﻟﻤﻦ ﻛﻠﻤﺘﺎ ﻣﺎﻣﺎ اﻗﺒﺎل ..
ﻣﺎﺻﺪﻗﺘﻨﻲ ..و ﺑﺘﻨﻲ ﻛﻒ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻋﻴﺐ دا زي اﺑﻮك ..ﻳﻮﻣﻬﺎ اﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻌﺔ ..ﻃﻠﻌﺘﺎ وﺳﺒﺘﺎ
اﻟﺒﻴﺖ وﻣﺎﻛﻨﺖ ﻋﺎرﻓﺔ اﻣ وﻳﻦ .رﻛﺒﺘﺎ ﺣﺎﻓﻠﺔ اﻟﻤﻮاﺻ ت ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻠﻔﻮن ﺑﺲ وﻧﺰﻟﺘﺎ ﻓﻲ اﺧﺮ ﻣﺤﻄﺔ
ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻃﻮم ..وﺑﺲ ﻗﻌﺪﺗﺎ واﻧﺎ اﺑﻜﻲ ﻣﺎﻛﻨﺖ ﻋﺎرﻓﺔ اﻣ وﻳﻦ.
ﻟﻤﻦ ﻓﻲ ﻣﺮا ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ﺳﺎﻟﺘﻨﻲ ﻳﺎﺑﺖ ﻣﺎﻟﻚ واﻫﻠﻚ وﻳﻦ .ﻗﻠﺖ ﻟﻴﻬﺎ اﻧﻲ راﻳﺤﺔ ﻣﻦ اﻣﻲ وﻣﺎﻋﺎرﻓﺔ
ارﺟﻊ اﻟﺒﻴﺖ.
اﻟﻤﺮا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ارﻛﻮﻳﺖ .ﺳﺎﻗﺘﻨﻲ ﻣﻌﺎﻫﺎ اﻟﺒﻴﺖ ..وﺑﻘﺖ ﺗﺴﺎﻟﻨﻲ اﻣﻚ اﺳﻤﻬﺎ ﻣﻨﻮ واﺑﻮك اﺳﻤﻮ ﻣﻨﻮ
وﺳﺎﻛﻨﻴﻦ وﻳﻦ ..ﻟﻤﺪة ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﺎﻛﻨﺘﺎ ﺑﺠﺎوﺑﻬﺎ اﺟﺎﺑﺎت واﺿﺤﺔ ﻧﻲ ﻣﺎﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰة ارﺟﻊ ..ﺑﺲ ﺑﻌﺪاك
ﺳﻤﻌﺘﺎ ﺑﻨﺎت اﻟﻤﺮا ﺑﻴﻘﻮﻟﻮ ﻟﻴﻬﺎ اﻟﺒﺖ دي اﻣﻜﻦ ﺗﻜﻮن ﻣﺠﺮﻣﺔ ا و ﻟﻘﻴﻄﺔ وﻣﺎﺗﻘﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ
ﺑﺘﺠﻴﺐ ﻟﻴﻨﺎ اﻟﻜ م..
ﺑﻌﺪاك ﺧﻔﺘﺎ وﻗﻠﺖ ﻟﻠﻤﺮا اﻧﻮ اﻣﻲ اﺳﻤﻬﺎ ﻛﺪا وﺳﺎﻛﻨﻴﻦ اﻟﻌﻴﻠﻔﻮن..
اﻟﻤﺮاة ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻴﺒﺔ ..ﺳﺎﻗﺘﻨﻲ وﻣﺸﺖ ﺑﻲ اﻟﻌﻴﻠﻔﻮن ..ووﺻﻠﺘﻨﻲ ﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺖ ..ودﻗﺖ اﻟﺒﺎب وﻓﺘﺤﺖ
ﻣﺎﻣﺎ اﻗﺒﺎل ..وﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎان واﺿﺢ ﻓﻲ وﺷﻬﺎ اﻟﻮرم واﻟﺒﻜﺎ واﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺎﻣﺖ ..ﻣﺴﻜﺘﻨﻲ ﺑﺤﻀﻦ وﻗﻌﺪت
ﺗﺒﻜﻲ وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻳﺨ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ وﻓﻮﻳﺔ ﻗﻄﻌﺘﻲ ﻗﻠﺒﻲ ...ﻟﻴﻪ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﻛﺪا ..
اﻟﻤﺮا دﺧﻠﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎ اﻟﺒﻴﺖ ..وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ﻟﻘﻴﺘﺎ راﻳﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻗﻒ وﷲ وﻗﺪرﻣﺎ ﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻳﻔﺔ وﻣﺎ
اﺗﺬﻛﺮت اﻇﻦ ا ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ..واوﻟﻤﺎ ورﺗﻨﻲ اﻟﺒﻴﺖ ب وﻳﻦ ﻃﻮاﻟﻲ ﺳﻮﻗﺘﻬﺎ ﺟﺒﺘﻬﺎ ..
ﻳﺎ ﺑﺘﻲ ﺧﻠﻲ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﺘﻚ ..اﻟﺰﻣﻦ دا ﻛﻌﺐ وﻣﺎﻣﻌﺮوف.
ﻣﺎﻣﺎ اﻗﺒﺎل ﺷﻜﺮﺗﺎ ..واﻟﻤﺮاة ﺑﻌﺪاك ﻃﻠﻌﺖ ..وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻳﺎ ﻓﻮﻳﺔ ﻳﺎﺑﺘﻲ ..اﺣﺘﺠﺘﻲ اي ء دا رﻗﻤﻲ
ا ﺑﻲ ﻟﻲ ) دﺧﻠﺖ ﻟﻲ ورﻗﺔ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ وﻛﺎن ﻣﻌﺎﻫﺎ ﻗﺮوش (.
دﺧﻠﻨﺎ اﻟﺒﻴﺖ ..ﻣﺎﻣﺎ اﻗﺒﺎل ﻋﺎﺗﺒﺘﻨﻲ ..ﻟﻴﻪ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﻓﻴﻨﻲ ﻛﺪا ﻳﺎ وﻓﻮﻳﺔ ..ﺳﻮﻳﺖ ﻟﻴﻚ ﺷﻨﻮ اﻧﺎ ؟ ﻗﻄﻌﺘﻲ
ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻲ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﺎ ﻧﻤﺘﺎ واﻃﻠﻊ ﻛﻞ ﻳﻮم اﻟﺸﻮارع اﻓﺘﺶ ﻟﻴﻜﻲ ..ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻚ ﻣﻴﺘﺔ و ﺣﻴﺔ..