Page 86 - لماذا
P. 86

‫لماذا؟‬

         ‫لماذا لا نكون أوفياء للرحيل؟‬

‫أكنماٍلنأممالفيأنك يلحممرلحللنةامالنغدمرامحستلقبًحليااتأهكث‪،‬رفراعنحدةماوأكقنال‬  ‫يعيش الإنسان منا على‬
                                                                                ‫تلاميذ على مقاعد الدراسة‬
‫ضغ ًطا من عدة مستويات بمجرد إنهائنا لدراستنا والتحاقنا بالجامعة‪.‬‬

‫مرت السنون بكم أكبر من الضغوطات‪ ،‬ساعات نوم قليلة ننتشلها ما بين‬
‫مشاريع أسبوعية ودراسة وامتحانات‪ ،‬ولكن نصبر أنفسنا أنه كل م ٍّر سيمر‪،‬‬
‫وتعب اليوم لراحة الغد‪ ،‬وتضحياتنا اليوم من أجل بناء مستقبل آمن ومستقر لنا‬

‫ولمن حولنا‪ .‬وتستمر هذه الدوامة حتى نحصل على وظيفة الأحلام أو أي وظيفة‬
‫أخرى عادية‪ ..‬ولكنها هي طوق النجاة الذي سيرسو بنا إلى بر الأمان في نظرنا‬

‫آنذاك‪ .‬تمر سنة‪ ..‬ثم سنة ونحن في داخلنا نعزم الرحيل عندما تسنح لنا فرصة‬
‫أفضل‪ ،‬ولكن يأتي الواقع محم ًلا بما لا تشتهيه أنفسنا ويتعارض مع ما رسمناه في‬

‫أحلامنا‪ ،‬فنضطر أن نستمر ونؤجل الرحيل لبرهة من الزمن‪ ..‬ويمر الزمن ونغفل‬
‫أنه من عمرنا‪ ،‬وكل يوم نفقده لا سبيل لاسترجاعه لاح ًقا‪ .‬وهنا تأتي الشعلة التي‬
‫قد تكون في ظاهرها بارقة أمل‪ ..‬أننا أخي ًرا سنكون أوفياء للرحيل وفع ًلا سنرحل‬

‫إيناس عبدالله | لماذا لا نكون أوفياء للرحيل؟ ‪85‬‬
   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91