Page 87 - لماذا
P. 87

‫لماذا؟‬

‫دون رجعة ولكن الواقع غير ذلك‪ ..‬فترانا ما زلنا في المكان نفسه‪ ،‬على الأحلام‬
‫اليتيمة نفسها التي لن تؤجل فقط مرة أخرى بعد ولكن ستحبسنا في منطقة‬
‫الراحة لبرهة من الزمن غير معلومة‪ ،‬منطقة الرمادي البارد‪ ،‬منطقة ما بين أريد‬
‫ولكن لا أستطيع‪ ،‬أريد ولكن لست مستع ًدا الآن‪ ،‬أتمنى ولكن ليس لدي الطاقة‬

                                                   ‫للمض ي قد ًما الآن‪.‬‬

‫وبعد هذا الصراع العقيم ما بين ما نريد وما نستطيع أن نقدم عليه يضيع‬
‫عمرنا‪ ..‬وتنسل أحلامنا من بين أيدينا بكامل إرادتنا لا لش يء سوى لأننا قررنا‬

                              ‫الاستسلام؛ لذا لماذا لا نكون أوفياء للرحيل؟‬

‫لماذا لا نحترم قرا ًرا بهذا القدر من المسئولية وحدنا؟ هل نحن في حاجة إلى من‬
‫يرشدنا إلى باب الرحيل؟ أم أننا نتكاسل أم ًلا أن يسحبنا أحد ما إلى الوراء وأن‬
‫يخبرنا أنه ما زال هناك أمل‪ ،‬أن هناك احتماًلا ولو ‪ %1‬أن البقاء أفضل من‬
‫الرحيل‪ .‬أليس قرار الرحيل ناب ًعا من محاولات شتى من الإصلاح دون أمل؟ من‬
‫الحلول التي فشلت في تحقيق الاستقرار والاستمرار؟ إ ًذا لماذا لا نكون أوفياء‬

                                                           ‫للرحيل؟‬
‫أتذكر صدي ًقا لي مر بتجربة عاطفية من طرف واحد لمدة تزيد عن خمس‬
‫سنوات‪ ،‬علاقة برغم تضاد أطرافها فإنه كان يرى بارقة أمل أنه سيأتي عليها يوم‬
‫وتكتمل‪ ..‬بعد مرور عدة سنين أخرى قرر أن يبوح بمشاعره لمحبوبته‪ ،‬كان ردها‬
‫مطمئ ًنا عكس الظروف التي كانت تحيط بهما من شتى النواحي‪ ..‬ولكن بالرغم من‬

                                   ‫‪ 86‬لماذا لا نكون أوفياء للرحيل؟ | إيناس عبدالله‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92