Page 91 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 91

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

    ‫التكنولوجيـا بـد ًءا مـن طـرق التصنيـع إلـى المنتـج‬           ‫سويسـري مـن إنتـاج أرز بـه فيتامـن “أ”‪ ،‬ثـم قـام هـذا‬
    ‫النهائـي‪ ،‬وقـد كان الأمـر فـي السـابق قاصـًار علـى التحكـم‬    ‫العالـم بعـرض التقنيـة المسـتخدمة فـي إنتـاج هـذا‬
    ‫فـي أسـس طـرق وعمليـات التصنيـع للمنتجـات‪ ،‬بحيـث‬              ‫الأرز مجاًنـا لـدول العالـم الثالـث للاسـتفادة منـه‪،‬‬
    ‫كان يتـاح للبلـدان الناميـة إنتـاج منتجـات مماثلـة بطـرق‬      ‫غيـر أن ‪ 140‬شـركة قامـت بالثـورة ضـد هـذه التقنيـة‬
    ‫تصنيـع متنوعـة وأقـل كلفـة‪ ،‬وهـو مـا بـات غيـر ممكـن‬
    ‫الآن‪ ،‬علـى النحـو الـذي يـؤدي إلـى حرمـان الاقتصاديـات‬                         ‫بسـبب حقـوق هـذه الشـركات‪.92‬‬
    ‫الناميـة مـن فرصهـا للنقـل والمحـاكاة والتقليـد للمنتجـات‬
                                                                  ‫ومـن آثـار هـذه الاتفاقيـة علـى الـدول الناميـة التـي‬
              ‫علـى غـ ارر التجربـة الغربيـة فـي التطـور‪.94‬‬        ‫يعتبـر معظمهـا مسـتهل ًكا صافًيـا للابتـكا ارت التكنولوجيـا‬

    ‫ولذلـك‪ ،‬فـإن هنـاك بعـض الآ ارء الذاهبـة إلـى أن هـذه‬                                                   ‫مـا يلـي‪:‬‬
    ‫الاتفاقيـة قـد قامـت بمـا يسـمى بالتقنيـن الدولـي لاحتـكار‬
    ‫التكنولوجيـا‪ .‬وقـد أبـرزت جائحـة كورونـا الحاجـة إلـى‬         ‫	•ارتفـاع أسـعار التكنولوجيـا وحقـوق بـ ارءات‬
    ‫تـوازن بيـن “حمايـة الابتـكار” و”ضمـان الوصـول العـادل‬        ‫الاختـ ارع لأنهـا أصبحـت شـبه محتكـرة ومحميـة‬
    ‫إلـى الأمصـال والعلاجـات”؛ حيـث جـاءت أمصـال‬                  ‫بنصـوص دوليـة‪ ،‬ممـا يشـكل عبًئـا ثقيـ ًا علـى‬
    ‫مثـل فايـزر‪ -‬بيونتيـك ‪ BNT162b2‬وموديرنـا بحمايـة‬
    ‫ببـ ارءات اختـ ارع صارمـة‪ ،‬وهـو مـا أدى إلـى نقـص‬                   ‫موازيـن المدفوعـات فـي الـدول الناميـة‪.‬‬
    ‫الإمـدادات فـي الـدول الناميـة وعـدم المسـاواة فـي توزيـع‬
    ‫اللقاحات في ظل جائحة فيروس كورونا «كوفيد‪.»19-‬‬                 ‫	•إذا كانـت الـدول المتقدمـة تفـرض مسـتحقات‬
                                                                  ‫علـى الـدول الناميـة للحصـول علـى حـق اسـتخدام‬
    ‫وفـي غضـون أكتوبـر عـام ‪2020‬م‪ ،‬اقترحـت الهنـد‬                 ‫الابتـكا ارت والاخت ارعـات فإنـه ليـس هنـاك أي‬
    ‫وجنـوب إفريقيـا تعليًقـا مؤقتًـا لبعـض أحـكام اتفاقيـة‬        ‫إجـ ارء مماثـل بالنسـبة لشـركات الـدول المتطـورة‬
    ‫التربـس للسـماح بتصنيـع اللقاحـات والأدويـة محلًيـا‪،‬‬          ‫صاحبـة الابتـكار عنـد اسـتخدامها لمـوارد الـدول‬
    ‫وكان الهـدف مـن ذلـك تسـريع الإنتـاج وضمـان توفـر‬             ‫الناميـة بمـا فيهـا أنـواع النباتـات المختلفـة التـي‬
    ‫الأدويـة بأسـعار معقولـة‪ .‬وقـد واجـه هـذا الاقتـ ارح دع ًمـا‬
    ‫مـن دول مثـل الصيـن وروسـيا‪ ،‬ومعارضـة مـن الولايـات‬                                   ‫يسـتقى منهـا الـدواء‪.‬‬
    ‫المتحـدة الأمريكيـة والاتحـاد الأوروبـي‪ .‬وفـي غضـون‬
    ‫عـام ‪2022‬م‪ ،‬وافقـت منظمـة التجـارة العالميـة علـى‬             ‫	•تعـد إطالـة حيـاة بـ ارءة الاختـ ارع إلـى عشـرين سـنة‬
    ‫إعفـاء مؤقـت مـن بعـض بنـود اتفاقيـة التربـس لتسـهيل‬          ‫تفضيـ ًا للـدول الصناعيـة المتقدمـة علـى الـدول‬
    ‫إنتـاج اللقاحـات‪ ،‬لكنـه كان محـدوًدا ولـم يشـمل العلاجـات‬
                                                                                                      ‫الناميـة‪.‬‬
                                      ‫أو التشـخيصات‪.‬‬
                                                                  ‫	•اﺘﺣﻜﺎر ﺑﺮاءات الاختـ ارع بخصـوص اﺎﻌﺑﺎﺘﺘﻟت‬
    ‫وغنـي عـن البيـان أن اتفاقيـة التربـس قـد وضعـت‬               ‫الجينيـة المسـئولة ﻋﻦ المتغيــرات المرضيـة فـي‬
    ‫الحـد الأدنـى لمعاييـر حمايـة حقـوق الملكيـة الفكريـة التـي‬
                                                                                                ‫جسـم اﺎﺴﻧﻹن‪.‬‬

                                                                  ‫	•ارﺎﻔﺗع ﺗﻜﺔﻔﻠ ﻞﻘﻧ اﺘﻟﻜﻨﻮﻟﻮﺎﻴﺟ وذلـك ﻣﻦ ﻼﺧل‬
                                                                  ‫اﺘﺣﻻﻜﺎ ارت واﺎﻌﺳﻷر اﻟتـي ﻔﺗﺮﺎﻬﺿ الشـركات‬

                                                                            ‫العالميـة اﻟﻜبـرى ﺔﺒﺣﺎﺻ اﻟبـ ارءة‪.93‬‬
                                                                  ‫َوَعَلـى َهـْد ِي َمـا تََقـَّدَم‪ ،‬فالبـادي أن الغـرض الجوهـري‬
                                                                  ‫لاتفاقيـة التربـس هـو التحكـم فـي جميـع م ارحـل عمليـات‬

    ‫‪94‬انظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 128‬وما بعدها‪.‬‬                               ‫‪92‬انظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
                                                                  ‫‪93‬انظر‪ :‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 127‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪91‬‬
   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96