Page 62 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 62
مجلة ثقافة الملكية الفكرية -العدد الثاني
ديناميكية الاستغلال الاستثنائيلل ُمقتطفات في البيئة الرقمية
د /أميرة نايل الشناوي أرســت الاتفاقيـات الدوليـة وكفلـت النظـم القانونيـة
مبـادئ الاسـتغلال الاسـتثنائي لل ُمقتطفـات المتجـ أزة مـن
محامية بالشئون القانونية لمؤسسة الأهرام الصحفية ال ُمصنفـات المحميـة ،شـريطة ألا تُرهـق هـذه الاسـتثناءات
دكتوراة القانون المدني –كلية الحقوق – جامعة بني سويف بنجواهـا بيئتـي الابـداع والاسـتثمار بإلحاقهـا أضـ ارر ماديـة
بالمؤلفيـن أصحـاب الحـق فـي اسـتغلال هـذه ال ُمقتطفـات
غيـر تجارًيـا وسـواء أكان هنـاك قصـد أم بـدون قصـد وغيرهـم مـن المؤديـن ومنتجـي التسـجيلات الصوتيـة
لتحويلـه الـى اسـتغلال تجـارى مـن قبـل القائميـن علـى والهيئـات الاذاعيـة أي ًضـا باعتبارهـم أصحـاب الحقـوق
المجـاورة لهـذه ال ُمقتطفـات ،وتسـتهدف هـذه المبـادئ
هـذا الاسـتغلال الاسـتثنائي. والنظـم مـن ُمكنـة السـماح باجتـ ازء ُمقتطـف مـن مقـال أو
مـن ُمصنـف سـمعي او ُمصنـف سـمعي بصـري تحقيـق
لـذا بـات الامـر ضرورًيـا أن ُيعـاد النظـر فـي التـوازن بيـن مصلحـة هـؤلاء المؤلفيـن وأصحـاب الحقـوق
المعاييـر التـي تبنتهـا الُنظـم القانونيـة لتحديـد الاسـتغلال المجاورة لل ُمقتطفات من جانب وبين المصلحة المجتمعية
الاسـتثنائي لل ُمقتطـف وكذلـك شـقة التبايـن بيـن المنهجيـن
الانجلوأمريكـى واللاتينـي إ ازء الُبعـد الاقتصـادي الجديـد فـي النواحـي العلميـة والمعرفيـة مـن جانـب أخـر
لهـذا الاسـتغلال. وانقســمت النظـم القانونيـة فـي شـأن ُمعالجـة
تحديـد الأ ُطـر لهـذه الاسـتثناءات إلـى منهـج خـاص
فلمـا اتخـذت الـدول الانجلوأمريكيـة نظريـة الاسـتخدام بالُنظـم القانونيـة اللاتينيـة ومنهـج آخـر بشـأن الُنظـم
العـادل منهجـا لهـا حيـث السـماح للقاضـي بـأن ُيسـطر الأنجلوأمريكيـة وعلـى الرغـم مـن وجـود فـروق بيـن هذيـن
اسـتثناءات لا حـدود لهـا وفقـا للنظـرة الموضوعيـة المنهجيـن فيمـا يخـص تقييـد هـذه الاسـتثناءات وسـردها
لل ُمقتطـف والتـي غالًبـا مـا تركـز علـى معيـار أساسـي بالتشـريعات علـى سـبيل الحصـر وبيـن منـح القاضـي
يتمثـل فـي الغـرض مـن الاسـتغلال فضـ ًا عـن اهتمـام ُسـلطة ومرونـة فـي التوسـع فـي هـذه الاسـتثناءات إلا
هـذه النظـرة الموضوعيـة بال ُمـدة الزمنيـة التـي يسـتغرقها أنهمــا يجتمعــا فـي اتباعهمـا معاييـر منطقيـة ومقُبولـة
ال ُمقتطـف ،وتقديـر القاضـي للتأثيـ ارت السـلبية لاسـتغلال فـي تحديـد الأغـ ارض التـي كان يتوخاهـا الاسـتثناء،
والتـي كانـت تتسـم فـي السـابق بالثبـات فـي طبيعتهـا
الاقتط ـاف. كاسـتثناءات أغ ارضهـا غيـر ربحيـة دوًمـا ،دون أي تغيـر
لهـذه الطبيعـة حرصـا علـى مصلحـة الطرفيـن لكـن الآن
جـاء المفهـوم المتطـور للاسـتغلال الرقمـي لل ُمقتطـف إ ازء ان اسـفرت التكنولوجيـا عـن ديناميكيـة غيـر مسـُبوقة
بواقـع اقتصـادي جديـد ليثبـت عـدم كفـأه هـذه المعاييـر عصفـت بثبـات هـذه الطبيعـة إبـان التحـول التلقائـي
وليشـير إلـى مسـاهمتها القويـة فـي فتـح أبـواب لاسـتغلال للاسـتغلال الشـبكي لهـذه ال ُمقتطفـات مـن اسـتغلال غيـر
هذه ال ُمقتطفات تجارًيا في كثير من الأوقات تحت مظلة
هـادف للربـح إلـى اسـتغلال ُمحقـق للربـح فعلًيـا.
كشـف هـذا الواقـع عـن ُعمـق جديـد لاسـتغلال هـذه
ال ُمقتطفـات علـى نحـو اسـتثنائي فـي البيئـة الرقميـة وك ُمـن
هـذا العمـق فـي تحقيـق الربـح حتـى وان بـدء الاسـتغلال
62

