Page 60 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 60

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪ -‬العدد الثاني‬

‫تسـتحدث تفسـي ارت قانونية‪ ،‬و”السـلطة الحصرية” الواردة‬          ‫القانونية صياغة عامة لتكون ذات تطبيق عام‪ ،‬ولتغطي‬
‫بالمـادة السـابقة يجـب أن تفهـم علـى أنـه إمكانـة اعتمـاد‬      ‫العديـد مـن الحـالات الفرديـة والتـى ليسـت كلهـا يمكـن أن‬
‫تفسـي ارت “ موثوقـة “ والتـي تسـري عامـة علـى جميـع‬            ‫تنظـم بشـكل محـدد‪ ،‬والسـؤال الـذى ليـس مـن السـهل دائمـا‬
‫أعضـاء منظمـة التجـارة العالميـة ‪ -‬علـى عكـس تفسـي ارت‬         ‫الإجابـة عليـه هـو هـل تحديـد مـا إذا كان هنـاك مجموعـة‬
‫فـرق التسـوية وهيئـة الاسـتئناف‪ ،‬فهـى تنطبـق فقـط علـى‬         ‫معينـة مـن الوقائـع سـتؤدي إلـى انتهـاك لشـرط قانونـي وارد‬
‫الأطـ ارف وعلـى موضـوع النـ ازع المحـدد‪ .‬ووفقـا لذلـك‪،‬‬         ‫فـي حكـم معيـن أم لا؟ وفـي معظـم الحـالات‪ ،‬فـإن الجـواب‬
‫فـإن وثيقـة التفاهـم تتولـي توضيـح قواعـد منظمـة التجـارة‬      ‫لا يمكـن العثـور عليـه إلا بعـد تفسـير المصطلحـات‬
‫العالميـة دون المسـاس بحقـوق الأعضـاء فـي التمـاس‬
‫تفسـي ارت رسـمية بموجـب المـادة التاسـعة‪ 2 :‬مـن اتفاقيـة‬                       ‫القانونيـة الـواردة فـي القضيـة المنظـورة‪.‬‬
 ‫منظمـة التجـارة العالميـة (المـادة ‪ 9/3‬مـن ‪. ) DSU‬‬
                                                               ‫إن اتفاق التربس يخضع شـانه كشـأن سـائر اتفاقيات‬
‫وفيمـا يتعلـق بطـرق التفسـير‪ ،‬فوثيقـة التفاهـم تشـير‬           ‫منظمـة التجـارة العالميـة للأحـكام والقواعـد العامـة فـي‬
‫إلـى “ القواعـد العرفيـة للتفسـير فـى القانـون الدولـي العـام‬  ‫التفسـير فـي القانـون الدولـى العـام‪ ،‬إلا أنـه كانـت هنـاك‬
‫“ (المـادة ‪ .)2/3‬بينمـا القانـون الدولـي العرفـي هـو عـادة‬     ‫إشـكالية خاصـة باتفـاق التربـس لأنـه فـي نهـج فريـد مـن‬
‫غيـر المكتـوب‪ ،‬واتفاقيـة فيينـا لقانـون المعاهـدات دونـت‬       ‫نوعـه ادمجـت عـدد مـن نصـوص الاتفاقيـات السـابقة‬
‫بعـض هـذه القواعـد العرفيـة لتفسـير المعاهـدات‪ ،‬والجديـر‬       ‫عليهـا فـي مجـال الملكيـة الفكريـة‪ ،‬حيـث أن القـ ار ارت‬
‫بالذكـر أن المـواد ‪ ٣١‬و ‪ ٣٢‬و ‪ ٣٣‬مـن هـذه الاتفاقيـة‬            ‫الصـادرة عـن الهيئـات المعنيـة (جهـاز تسـوية المنازعـات‬
‫تجسـد العديـد مـن القواعـد العرفيـة فـي تفسـير القانـون‬        ‫وهيئـة الاسـتئناف‪ ،‬وفريـق التسـوية) يجـب أن تعكـس‬
‫الدولـي العـام‪ .‬حيـث أدرجـت فـي المـادة ‪ ٣١‬القاعـدة‬            ‫وتطبـق بشـكل صحيـح الحقـوق والت ازمـات التـي حددتهـا‬
‫العامـة فـي التفسـير وهـي تفسـر المعاهـدة بحسـن نيـة‬           ‫اتفاقيـة منظمـة التجـارة العالميـة‪ .‬ولا يجـب مطلقـاً أن‬
‫ووفقـاً للمعنـى الـذي يعطـى لألفاظهـا ضمـن السـياق‬             ‫تحيـد هـذه الهيئـات عـن قانـون منظمـة التجـارة العالميـة‬
‫الخـاص بموضوعهـا والغـرض منهـا‪ .‬بالإضافـة إلـى‬                 ‫أو وثيقـة التفاهـم التـي تطبـق بيـن الطرفيـن‪ ،‬أو تقلـل‬
‫نص المعاهدة‪ ،‬بما فى ذلك الديباجة والملاحق‪ ،‬يشـتمل‬              ‫مـن الحقـوق والالت ازمـات المنصـوص عليهـا فـي اتفاقيـات‬
‫سـياق المعاهـدة مـن أجـل التفسـير علـى أى إتفـاق يتعلـق‬
‫بالمعاهـدة ويكـون قـد تـم بيـن الأطـ ارف جميعـا بمناسـبة‬                                  ‫منظمـة التجـارة العالميـة‪..‬‬
‫عقدهـا‪ ،‬او أى وثيقـة صـدرت عـن طـرف أو أكثـر‪،‬‬
‫بمناسـبة المعاهـدة‪ ،‬وقبلتهـا الأطـ ارف الأخـري كوثيقـة لهـا‬    ‫ومـع ذلـك‪ ،‬فـإن وثيقـة التفاهـم تنـص ص ارحـة علـى‬
                                                               ‫أن نظـام تسـوية المنازعـات يهـدف إلـى توضيـح أحـكام‬
                                   ‫صلـة بالمعاهـدة‪.‬‬            ‫اتفاقيـة منظمـة التجـارة العالميـة « وفقـا للقواعـد المتعـارف‬
                                                               ‫عليهـا لتفسـير القانـون الدولـي العـام» (المـادة ‪ 2/3‬مـن‬
‫كمـا يؤخـذ فـى الإعتبـار‪ ،‬إلـى جانـب سـياق المعاهـدة‪،‬‬          ‫مـن الوثيقـة)‪ .‬ولذلـك فـإن وثيقـة التفاهـم تعتـرف بالحاجـة‬
‫أى اتفـاق لاحـق بيـن الأطـ ارف بشـأن تفسـير المعاهـدة‬          ‫إلـى توضيـح قواعـد منظمـة التجـارة العالميـة وأن هـذا‬
‫أو سـريان نصوصهـا؛ أى تعامـل لاحـق فـى مجـال‬                   ‫التوضيح يجب أن يتم وفقاً للقواعد العرفية في التفسـير‪.‬‬
‫تطبيـق المعاهـدة يتضمـن اتفـاق الأطـ ارف علـى تفسـيرها؛‬        ‫وبالإضافـة إلـى ذلـك‪ ،‬فـإن المـادة ‪ 6/17‬مـن وثيقـة‬
                                                               ‫التفاهـم‪ ،‬تعتـرف ضمنـاً‪ ،‬أنـه يجـوز لفـرق التسـوية أن‬

                                                                                                                              ‫‪60‬‬
   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65