Page 38 - تنوير 4-8
P. 38
لجنة الفلسفة وعلم الإجتماع والأنثروبولوجيا -المجلس الأعلى للثقافة
ثقافة الفكر والحوار...ضرورة حضارية ومدخل للتقدم
أ.د .ساميةعبدالرحمن
أستاذ الفلسفة المعاصرة وفلسفة القيم -جامعة عين شمس
الحديــث عــن الثقافــة بوجــه عــام ،وثقافــة الفكــر والحوار...حديــث متســع الأطـ ارف ،متعـدد الـرؤى .لذلــك
ســيظل حديثــاً مفتوحــاً ومتصــاً بوصفــه أسا ًســا للتقــدم والنهضــة والإصــاح.
نحـن نعيـش اليـوم عصـر الثقافـات الحـرة ،والإعـام العالمـى ...وتمـازج الشـعوب ،وتبـادل المصالـح...،
عصـر المعلوماتيـة ،الـذكاء الاصطناعـى وغـزو الفضاء...عصـر ت ازيـدت فيـه تطبيقـات التكنولوجيا،ومركزيـة
والحضـارة ،وخاصـة الفكـر النقـدى العقلـي؟ ومركزيـة الـذات الغربيـة ،التـى تجعـل اجتيـاح الغـرب
•هـل يمكـن صياغـة رؤيـة عربيـة ومشـروع نهضـوي الثقافـى للعالـم العربـى جـزًءا أساسـًيا مـن أسـاليب الهيمنـة
تجديـدي عربـي دون فقـدان للهويـة القوميـة؟ والسـيطرة علـى العالـم.
•هـل يمكـن تحقيـق التقـدم ،الإصـاح ،التنميـة فـي عالـم مـن هنـا تأتـى أهميـة ثقافـة الفكـر والحـوار ...والتفكيـر
يمـوج بالصـ ارع والصـدام الـذي نـ اره واض ًحـا فـي مسـيرة العلمـى والثقافـة الابتكاريـة وتعظيـم العقـل البشـرى ،وكفـاءة
الإنسـان فـى حـل مشـكلات الحيـاة المتجـددة ،وطـرح
البشـر؟ إشـكاليات جديدة...محـًكا أساسـًيا يحـدد موقعنـا فـى هـذا
•هـل يمكـن التحديـث والتنميـة فـي ظـل الاسـتبداد
العال ـم...
السياسـي والانحـ ارف الأخلاقـي...؟ حاجتنـا إلـى الحـوار النقـدى الـذى يسـمح بتعـدد الـرؤى
•مـا هـي الآليـات التـي يمكـن مـن خلالهـا تجسـيد الحداثة وقبـول الاختـاف واحتـ ارم الآخـر ...تُعـد مطلًبـا أساسـًيا
مـن أجـل التقـدم مـن ناحيـة ،وبوصفهـا مخرًجـا مـن الأزمـة
والتقـدم الحقيقـي فـي فكرنا العربي؟
•مـاذا عـن التقـدم والتسـارع التكنولوجـي اليـوم ،ومـدى العربيـة ال ارهنـة مـن ناحيـة أخـرى.
لـم تـزل قضيـة التقـدم والتحديـث قضيـة العـرب الأولـى،
قابليـة الإنسـان العربـي لـه ؟ وستبقى كذلك ما بقى الإنسان ..لقد أصبحت هذه القضية
•هـل يسـتطيع التقـدم العلمـي وحـده أن يحـل مشـكلات كلمـة السـر فـى العالـم العربـى باعتبارهـا كفيلـة بإخـ ارج
المنطقـة العربيـة مـن حالـة الركـود التـى تمـر بهـا ،مـن
الحيـاة؟ أجـل المسـاهمة فـى التطـور والتحـول الكبيـر الـذى تشـهده
•هل يستطيع العلم إصلاح الطبائع الأخلاقية؟ الإنسـانية اليـوم ..فالتقـدم حقيقـة واقعـة ،وضـرورة فـى حيـاة
•مـا أهميـة الفلسفة-فلسـفة العمـل والفعل-فـى تغييـر الإنسـان ،هـو ليـس نقطـة بدايـة ثابتـة أو محطـة وصـول،
بـل انطـاق دائـم وصيـرورة متصلـة ،وظاهـرة ثقافيـة تتسـم
الواق ـع؟
هـذه التسـاؤلات وغيرهـا نحـاول الإجابـة عليهـا مـن خـال بالنسـبية والتعدديـة واللامركزيـة.
تطـرح هـذا الورقـة البحثيـة مجموعـة مـن التسـاؤلات حـول
مجموعـة مـن المحـاور التـى تكمـل بعضهـا بع ًضـا. أهميـة الثقافـة وآليـات التجديـد والإصـاح ،العوائـق أو
1.الإطـار المفاهيمـى والتعريفـات ( الثقافـة -الفكـر-
التحديـات التـي تواجـه هـذة الثقافـة ...منهـا
ا لحوا ر -ا لتس ـا مح ) •مـا أهميـة الجانـب الفكـري ودوره فـي تكويـن الثقافـة
2.الإصلاح فكرى وثقافى أم سياسى ...أيهما أسبق؟
3.طريقنـا إلـى الإصلاح...التحديـات والعوائـق ،آليـات
المواجه ـة
4.الحوار والتسامح (من أجل التقدم)
38

