Page 22 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 22
مجلة ثقافة الملكية الفكرية -العدد الثاني
ثالًثــا :حجــم الجــزء المســتخدم وأهميتــه النســبية: ومـا يؤكـد ذلـك نجـد أنـه فـي القوانيـن الدوليـة لحمايـة
لا يعتمـد هـذا المعيـار فقـط علـى الكميـة المطلقـة مـن الملكيـة الفكريـة فـي مجـال الإبـداع الموسـيقي قـد أضيفـت
المـادة المقتبسـة ،بـل علـى مـدى أهميتهـا فـي سـياق عـدد مـن المعاييـر الأخـرى التـي تُْتـَرك للجنـة فنيـة
العمـل الأصلـي .فقـد ُيعـد اقتبـاس جملـة موسـيقية قصيـرة متخصصـة لتقييـم طبيعـة هـذه المعاييـر وتفعيـل مـا تـ اره
مخالفـة إذا كانـت تشـكل مـا ُيعـرف بـ»جوهـر العمـل» مناسـبا تبعـا للحالـة الموسـيقية المعروضـة .فعلـى علـى
أو “ .”heart of the workوبالتالـي فـإن تقييـم هـذا سـبيل المثـال :تـم تقنيـن مبـدأ «الاسـتخدام العـادل Fair
العنصـر يتطلـب تقديـًار نوعًيـا وليـس مجـرد قيـاس كمـي. « Useفـي القسـم 107مـن قانـون حقـوق المؤلـف
الأمريكــي لعــام ،19763حيـث ينـص علـى أربعـة
(كمـا سـبق أن شـرحناه بالتفصيـل) معاييـر أساسـية يلاحـظ أن بعضهـا لا يرتبـط بشـكل
مباشـر بالمحتـوى أو المضمـون الموسـيقي ،بـل ُيعتمـد
ارب ًعــا :الأثــر المحتمــل علــى الســوق يركـز هـذا عليهـا لتحديـد مشـروعية الاسـتخدام فـي كل حالـة علـى
المعيـار علـى مـا إذا كان الاقتبـاس يـؤدي إلـى تقليـص
فـرص العمـل الأصلـي فـي تحقيـق عائـد تجـاري ،فـإن حـدة وتتشـكل المعاييـر كالآتـي:
ذلـك ُيعـد عامـا سـلبًيا ضـد اعتبـار الاسـتخدام مشـرو ًعا.
ويلاحـظ أنـه الاهتمـام بقضايـا الملكيـة الفكريـة فـي أولا :الغــرض مــن الاســتخدام وطبيعتــه :فيسـمح
الوقـت ال ارهـن قـد ارتبـط بتطـور العائـد المـادي والتجـاري القانـون بمسـاحة أكبـر مـن الاقتبـاس الـذي يحقـق
الناتج عن الأداء والنشـر للعمل الموسـيقي وخاصة عبر هدًفـا تعليمًيـا أو نقدًيـا أو بحثًيـا أو ينطـوي علـى قيمـة
المنصـات الفنيـة المختلفـة .واعتمـاد صناعـة الموسـيقى اجتماعيـة .كمـا يسـمح بالاسـتخدامات التـي تُحـدث تحـولا
ال ارئجـة أو الجماهيريـة علـى الجانـب التجـاري .وقـد جوهرًيا في العمل الأصلي transformative use؛
يلاحـظ أن هـذا الأمـر لـم يشـغل المبدعيـن فـي مجـال حيـث يمكـن أن يسـمح القانـون بتنـاول أغنيـة مشـهورة أو
الموسـيقى فـي الماضـي حيـث تميـز الابـداع الموسـيقي فكـرة موسـيقية مقتبسـة ضمـن سـياق نقـدي أو سـاخر
بديناميـة مـن التفاعـل الفنـي مـع إبداعـات الآخريـن دون بشـكل يضيـف شـيًئا جديـًدا لـه غـرض أو تعبيـر مختلـف
تقييـد للإبـداع بشـكل عـام سـواء المقتبـس أو المبتكـر. عـن الأصـل ،بـدلاً مـن مجـرد نسـخه .علـى حيـن ُيقّيـد
القانـون مسـاحة الاقتبـاس والتـي تسـتغل لأهـداف ربحيـة
وقـد ارتبـط هـذا التفاعـل الفنـي المتبـادل فـي الماضـي (وخاصـة فـي مجـال الموسـيقى الجماهيريـة ال ارئجـة
بالعديـد مـن تقنيـات ووسـائل التأليـف الشـائعة والتـي لـم وصناعـة الموسـيقى التـي تهـدف أساسـا إلـى الربـح
تعـد سـابقا سـرقة فنيـة أو انتهـاكا للملكيـة الفكريـة .ولا وبالتالـي تنتهـك الحقـوق الماليـة للمؤلـف الأصلـي فـي
يـ ازل بعضهـا مسـتخدما ،ولكـن بقيـود معينـة .ويمكـن
حالـة الاقتبـاس الجائـر أو السـرقة الفنيـة).
عرضهـا كالتالـي:
ثانًيـا :طبيعـة العمـل ال َم ْحمـي :يرّجـح القانـون حمايـة
التأُثر :وله نوعان :التأثُر غير الواعي والتأثُر المقصود؛ الأعمـال الفنيـة التـي تعتمـد علـى الخيـال الإبداعـي ،مثـل
المؤلفـات الموسـيقية ،أكثـر مـن الأعمـال الإخباريـة أو
فالتأُثــر غيــر الواعــي نلمسـه عـادة فـي المرحلـة
المبكـرة مـن إبـداع المؤلـف الموسـيقي والتـي تتسـم عـادة الوثائقيـة.
بتأثـره بأسـلوب أسـتاذه فـي التأليـف أو بالأنمـاط السـائدة
3 U.S. Copyright Act, 17 U.S.C. § 107
22

