Page 97 - merit mag 36- dec 2021
P. 97
نون النسوة 9 5
والحلمية ،والفنية التي
تصير ضمن بنية المشهد
اليومي ،وطرائق إدراك
المتكلمة لحضورها
الأنثوي الاستعاري،
وللفضاء الواسع الذي
تتصل فيه الأشياء عبر
علاقة التعاطف الإبداعي.
ويمكننا قراءة ديوان
ديمة محمود التجريبي
وفق بعض آليات تحليل
الخطاب؛ مثل تحليل
لغة الخطاب ،وهوية
المرسل ،والمخاطب
داخل موقف التواصل،
ت .س .إليوت جاك دريدا سارة ميللر وبعض التضمينات،
وإنتاجية السياق؛ وتشير
والآخر /الأنثى ،وعلامات العالم. سارة ميلز -بهذا الصدد في كتابها الخطاب -إلى
تقول في قصيدة ثم تسير إليه:
أن تحليل الخطاب الذي يهتم -بخلاف علم اللغة
«البنت التي زرعت قلبها في عينيها لتطهو الوقت
والأشباح الشكلي -بتطبيق مفهوم التركيب فوق مستوى
عبأت روحها بورق الأغاني خلف الأسوار الجملة؛ أي قياس العلاقات النحوية؛ كالفاعل،
حتى صارت رحبة بما يكفي
والفعل ،والمفعول في مستوى التطبيق؛ وقد نشأ هذا
ثم مشت على وهن تقلد صغار الحمام
وتطعم الانتظار بمنقارها عله يطيق. الشكل من تحليل الخطاب نتيجة الرغبة في تحليل
هل كانت ذاكرتها أكبر من العالم فخزنت أحزانها الوحدات ،والبنى الأكبر التي يدركها كل من المتكلم،
أكثر مما ينبغي»(.)2
والمستمع ضمنًا في مستوى الخطاب ،لا الجملة(.)1
تمنح المتكلمة المسند إليه /البنت ،وهويتها الفردية هكذا تفيد آليات تحليل الخطاب في الكشف عن
موقع البداية؛ ثم تشير إلى اتساع العالم المدرك،
والمخزن في الذاكرة ،وإلى الحقيبة الواسعة التي منظور ديمة محمود التجريبي وفق تراكيب اللغة
تحمل الشموع ،وأنها ًرا من الصور؛ ومن ثم تومئ الموحية ،واتصالية الثيمات الفنية ،والعلامات،
إلى الانحياز إلى وجودها الإبداعي الذي ينتقل من
والصور في بنية الخطاب الذي يؤكد حضور العوالم
المحاكاة إلى الاندماج بعلامات الطبيعة في حالة
الفعل ،واستبدالات العلامة في سياق اتصال الذات الجمالية الخفية في سياق المتكلمة واتصالها بصوت
بالطبيعة ،والأطياف الفنية ،والآخر؛ فعلامات الآخر /المخاطب بصورة تداولية.
البنت ،والذاكرة ،والحقيبة تؤسس -في تضمينات
الخطاب -إلى تواتر أفعال الإدراك الواسع للوجود، تحتفي الذات المتكلمة -في خطاب ديمة محمود
والمحاكاة ،وولوج الصورة ،والسير باتجاه الآخر في الشعري إ ًذا -بهويتها الفردية الأنثوية ،وحضورها
الاستعاري في سياق موقف فعلي تتناظر فيه
الفضاءات الواقعية واللامرئية ،والفنية ،وتوجه ذلك
الخطاب للآخر ،بينما تشير إلى توافق ذلك الآخر
مع نزوعها نحو التعاطف الطبيعي ،وعلامات الفن،
والحكايات؛ ومن ثم يصير إخبارها عن منظورها
للعالم حجة يقوم عليها إدراك المخاطب للذات،