Page 98 - merit mag 36- dec 2021
P. 98
العـدد 36 96
ديسمبر ٢٠٢1
تآكلت سياق فعلي /كوني واسع من الصور ،والأصوات
نقطة صرت، الطبيعية /الجمالية.
تبرعمت، وقد تعيد المتكلمة قراءة الذات ،والآخر ضمن
كبرت، التجريب في بنية الموضوع ،ومنحه حضو ًرا حلميًّا،
كبرت،
وصو ًرا سريالية في قصيدة كولاج؛ تقول ديمة
كالعنقاء جناحاي يسدان الأفق محمود:
وأنا لا أزال أسقط ،أسقط،
لكن بلهفة.. «سأعد قهوتنا من ريش الغربان لتكون حالكة بما
أرسو الآن في القاع، يكفي لظلام الغرفة.
ورأسي تتدلى في الأبد»(.)4
قد نلطخ جسدينا بلا هوادة حتى لا نبغي فكا ًكا.
تبدأ المتكلمة المقطع السابق بالتجلي التمثيلي للذات سأرسم شجرة في الحائط المقابل للنافذة
في الموضوع الاستعاري الأسطوري /العنقاء التي
تمثل الضخامة الفنية في الأفق؛ وتضعها في بداية وبأطراف أصابعي سأسحب أغصانها لنلهو
ونتأرجح م ًعا،
وإن كان لا بد لها أن تثمر
فسأختبئ في صدرك كجنين أتهجأ الأبجدية»(.)3
تنتقل الساردة من المسند إليه /نحن؛ هي والآخر
إلى الموضوع التجريبي /القهوة التي تنتقل في
بديلها الاستعاري السريالي /ريش الغربان ،ثم
الظلمة ،والجسد؛ ومن ثم فهي تشير إلى التعاطف
بين الذات ،والآخر ،وتعاطف العلامة الطبيعية
مع العلامة السريالية /الريش الأسود المنفصل
عن تكوين الغراب الأول ،وتعيد من خلالها قراءة
الجسد؛ وكأنها لا تؤسس للهوية مثل النص
السابق؛ وإنما تحيلنا إلى سلسلة من العلامات
الاستعارية الحلمية المولدة عن الموضوع حتى تعود
إلى لحظة البداية التوافقية مع الآخر حين يتجلى
كفضاء لصوتها الأنثوي الخاص.
وتكرر المتكلمة أفعال الإنتاجية الإبداعية ،أو اللعب؛
مثل نلطخ ،وأرسم ،ونلهو ،ونتأرجح ،وتراوح بين
زمني الحاضر ،والمستقبل؛ لتوحي بحالة الأداء
التمثيلي المستمرة ضمن أفعال الذات ،وعلامات
العالم ،وإلى حضورها الطيفي في موقف فعلي
واسع ،ينطوي على إمكانية الحدوث الإبداعي في
بنية السياق بمدلوله الواسع.
وقد تضعنا المتكلمة مباشرة أمام تجليها التمثيلي
الآخر كموضوع تجريبي جمالي؛ ومن ثم تذكرنا
بأصالة التشبيه عند بودريار ،ووفرة الدوال عند
دريدا في قصيدة واسعة بما يكفي؛ تقول ديمة
محمود:
«تكسر جناحاي ومنقاري