Page 78 - Jj
P. 78
العـدد 35 76
نوفمبر ٢٠٢1
خالد اليماني
(اليمن)
السقوط الحر :زكي وغاتول
الهرب ،ولكن لقيادة سيارة الأسرة بطلب من أخيه حتى يومنا هذا لم تنت ِه الروايات في مجالس
الأكبر زكريا ،لنقل أخيه نصير إلى المطار ،بعد أن الأهالي منذ يوم الأحد ١٥أغسطس ،٢٠٢١حول
من تهاووا من طائرة النقل التابعة للقوات الجوية
انتشرت إشاعات فور دخول عناصر طالبان المدينة الأمريكية من طراز 17-Cغلوبماستر ٣في مطار
من منطقة «سراي شمالي» بقيادة ح َّقاني ،الاسم
الذي طالما أرعب المدينة خلال السنوات القليلة حميد كرازاي الدولي ساب ًقا ،في كابول ،مع بدء
الماضية .الإشاعة روجت بأن القوات الأمريكية الإجلاء الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان.
وقوات التحالف المنسحبة من كابول تقوم بإجلاء
كل الأفغان ممن يحملون جوازات سفر ويرغبون فهناك روايات كثيرة عن العشرات الذين سقطوا
بعد إقلاع الطائرة .شهود عيان تحدثوا عن سقوط
في المغادرة .كان نصير هو العضو الوحيد في عائلة اثنين ممن تشبثوا بعجلات الطائرة ،وتحدي ًدا عند
غلام غوز أنوري الطاجيكية متوسطة الحال الذي لوحة معدات الهبوط التي تغلق بعد سحب الإطارات
يحمل جواز سفر ،وقد سبق له أن تغ َّرب وعمل في بعدما تحلق الطائرة لألف قدم فوق سطح الأرض.
دول الخليج بعد نيله شهادة الثانوية العامة ،وعاد آخرون قالوا إن العشرات تساقطوا حينما ارتفعت
مؤخ ًرا بتحويشة العمر وفتح مح ًّل صغي ًرا لأجهزة الطائرة عن المدرج مباشرة ،وآخرون يتحدثون عن
الجوال ،واليوم يحمل جوازه ليغادر مرة أخرى انسحاب معظم المتشبثين لحيظات قبيل الإقلاع،
وهو لا يعلم إن كان سيعود إلى كابول أم هو الفراق حينما زادت سرعة الطائرة على المدرج وأصيبوا
برضوض و كدمات و جروح مختلفة .روايات
الأبدي. أخرى تحدثت عن أشلاء صبية وجدت فوق أسطح
لم يكن القلق يساور زكي حول ضرورة السفر ،بل بعض المنازل على مبعدة مئات الأمتار من أسوار
كان يعلِّق ج َّل آماله على إنهاء الثانوية العامة خلال المطار .البعض تحدث عن أربعين شخ ًصا هلكوا في
محاولة الهروب الكبير من كابول ،فيما انسحق ٧
العام القادم ،والحصول على منحة دراسية مثل أشخاص تحت أقدام ثلاثة آلاف احتشدوا في المكان
أخيه ذاكر الأقرب إليه سنًّا ،الذي حصل لتوه على بسبب التدافع والحر الشديد .لم يفلح منهم أحد.
منحة لدراسة العلوم السياسية في إحدى الجامعات وحدها جثة هامدة وصلت بعد أن تقطعت أوصالها،
التركية. إلى قاعدة العديد الجوية في الدوحة بعد ثلاث
كانت الإشاعات تتصاعد مع الزيادة العددية ساعات من الطيران.
الملحوظة لعناصر طالبان في المدينة ،التي عاشت
خلال العشرين السنة الماضية حالة من الانفتاح وقد عرف الناس قصة الصبي اليافع زكي أنوري
غير المسبوق في تاريخ أفغانستان بعد حكم طالبان ذي الـ ١٧ربي ًعا ،والذي كان ضمن منتخب
الأول ،وما رافقه من رعب وترهيب .فبعد تفشي
إشاعات الرحلات المجانية شاعت أخبار عن إجلاء أفغانستان لكرة القدم للشباب ،ولعب بالفانلة رقم
كل سكان كابول وما عليهمم إلا الوصول إلى المطار ( ،)١٠والذي ذهب إلى المطار ولم يكن في حسبانه