Page 83 - merit 36- dec 2021
P. 83

‫‪81‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

  ‫الرابع في كلية الهندسة أن يسكن في دار الطلبة‬
‫الواقع في «باب المعظم» وسط بغداد‪ ،‬و لهذه الدار‪،‬‬
‫بالنسبة له‪ ،‬ميزات متعددة‪ ،‬منها قربها من كليته‪،‬‬

  ‫خمس دقائق سي ًرا على الأقدام‪ ،‬والميزة الأخرى‬
  ‫أنه لا يدفع إلا مبل ًغا زهي ًدا أو يكاد يكون رمز ًّيا‬
  ‫مقارنة بما كان يدفعة قبل السكن في هذه الدار‪.‬‬
   ‫لكن للدار مساوئ بالنسبة إلى مازن أهمها‪ :‬أن‬
‫باب الدار الرئيس ُيغلق في العاشرة مسا ًء‪ ،‬وعندما‬
  ‫يصل متأخ ًرا في الأيام التي يذهب فيها إلى هذه‬
   ‫السينما أو تلك في شارع السعدون البعيد نو ًعا‬
   ‫ما‪ ،‬يضطر إلى خلق الأعذار للمشرف المسؤول‪،‬‬
 ‫إلى أن وصل أمره مع الإدارة إلى طريق مسدود‪.‬‬
  ‫يحب مازن أفلام جيمس بوند من تمثيل «شين‬
   ‫كونري» و ُيعرف بالعميل ‪ ،007‬وجيمس بوند‬

     ‫شخصية خيالية لعميل سري بريطاني‪ .‬وهو‬
       ‫دائ ًما بطل خارق يتّبع أسلوب «الغاية تبرر‬

  ‫الوسيلة»‪ ،‬لا يكترث لقتل العشرات إذا كان ذلك‬
  ‫يوصله إلى تحقيق الهدف‪ ،‬ولا ينسى المرء طب ًعا‬
  ‫جمال النساء الساحر‪ ،‬من اللواتي يرافقنه أثناء‬

                                   ‫تأدية مهامه‪.‬‬
   ‫وبسبب أن «مازن» مولع بهذه الأفلام‪ ،‬ويحب‬
 ‫ممثليها وممثلاتها‪ ،‬علّق على الحائط فوق سريره‬
   ‫صورة لـ»جيمس بوند» وهو يمسك بمسدسه‬
  ‫الشهير‪ ،‬وهذا أمر عادي بالنسبة إليه‪ ،‬ما دام لا‬

                         ‫يسبب مشكلة مع أحد‪.‬‬
  ‫في تلك الليلة كانت الخفارة المسائية لشاب‪ ،‬كان‬
‫قبل هذا الوقت بسنوات يدرس الفلسفة في جامعة‬

    ‫كمبردج‪ ،‬لكنه لم يكمل الدكتوراه‪ ،‬عاد للعراق‬
 ‫بشهادة الماجستير‪ ،‬وعيّن في قسم الفلسفة بكلية‬
‫الاداب‪ /‬جامعة بغداد‪ ،‬وأول تعيينه سكن في «دار‬

   ‫الطلبة» وكان عاز ًبا‪ ،‬وبما أن السكن مخصص‬
   ‫للطلاب فقط‪ُ ،‬طلب منه مقابل هذا الاستثناء أن‬
  ‫يكون ضمن كادر المشرفين على حضور الطلاب‬
 ‫وغيابهم في المساء‪ ،‬وكل الذي يقوم به هو المرور‬
    ‫على بعض غرف الطلاب للاطلاع والتدقيق في‬
‫الحضور‪ ،‬ومع أنه كان يرى أن عمل المشرف هذا‬

            ‫لا يليق به‪ ،‬إلا أنه وافق على مضض‪.‬‬
   ‫دخل هذا المشرف الغرفة التي يقيم فيها مازن‬
    ‫فوقع بصره على صورة جيمس بوند‪ ،‬وهناك‬
   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87   88