Page 28 - الكتاب الإلكتروني مجموعة 10_Neat.
P. 28

‫‪. 2‬العوامل البيولوجية‪ :‬يتسم السلوك البشري السوي بالضبط البيوكيميائي‪ ،‬بمعنى أن ثمة صورة واضحة عن‬
 ‫أثر الفسيولوجيا على السلوك التكيفي تبدو في جهاز الغدد الصماء‪ ،‬وهو عبارة عن شبكة محطات الهرمون التي‬

     ‫تفرز المواد البيوكيميائية ذات الأثر الكبير في مجري الدم مباشرة‪ ،‬وتعتبر الغدة النخامية بمثابة ”مايسترو“‬
                          ‫جهاز الغدد بوجه عام‪ ،‬وذلك بما تفرزه من هرمون يؤثر في الوظائف السيكولوجية‪.‬‬

‫‪. 3‬العوامل الفسيولوجية‪ :‬لم تستطع البحوث التجريبية إقامة الدليل الكافي على صحة التصور القائل بوجود عالقة‬
   ‫مباشرة بين الناحية الفسيولوجية والعدوان المتمثل في افتراض الانتقال الوراثي للعدوان عبر الأجيال‪ ،‬والقول‬

 ‫بوجود أساس فطري للعدوان‪ ،‬ومسؤولية أجزاء معينة في المخ كالمهاد عن السلوك العدواني‪ ،‬إلا أن استقراء ما‬
  ‫توصلت إليه البحوث من نتائج في هذا الشأن يشير إلى عالقة غير مباشرة بين النواحي الفسيولوجية والعدوان‪،‬‬

    ‫إن الجهاز السمبتاوي ( أحد أجزاء الجهاز العصبي الذاتي ) مسؤول عن رفع مستوى الاستثارة الفسيولوجية‬
‫وتعبئة طاقات الفرد لمواجهة حالات الطوارئ‪ ،‬بما فيها الاستعداد للعدوان؛ لذا فإن التفاوت في مستوى نشاط هذا‬

                                     ‫الجهاز لدى الأفراد يتبعه بالضرورة تباين في استعداد كل منهم للعدوان‪.‬‬

        ‫‪. 4‬العوامل الطبيعية‪ :‬يتأثر العدوان بالظروف الطبيعية السائدة في البيئة مثل الكثافة السكانية‪ ،‬الاستجابة‬
 ‫العدوانية‪ ،‬من خلال تأثيرها الضوضاء والمناخ وغيره‪ ،‬فالضوضاء تجعل الفرد مهيَّأ في بعض وظائفه الحيوية‬

                                         ‫(السمع‪ ،‬نبض القلب ) فضل عن إثارتها الشعور بالانزعاج والتوتر‪.‬‬

                                                                                        ‫العوامل النفسية‪:‬‬

                 ‫إن الأسباب النفسية متعددة ومتنوعة ونأخذ منها الحرمان والإحباط والغيرة والشعور بالنقص‪.‬‬

                                                                                               ‫الحرمان‪:‬‬

                    ‫فهو شعور ينتج عن عدم إشباع رغبة معينة وقد يكون مادي كما يمكن أن يكون معنوي‪.‬‬

   ‫ويعتبر الحرمان من بين أحد الأسباب المؤدية إلى السلوك العدواني لأن هذا الأخير ما هو إلا تعبير و رد فعل‬
      ‫عن الحرمان من العطف والحنان والرعاية والحاجات الأساسية فإن شعور المراهق بهذا الحرمان فيحاول‬

 ‫التعويض عنه من خلال تصرفات وسلوكيات عدوانية قد تكون في بعض الأحيان لاشعورية قصد التعويض عن‬
                                                                    ‫هذا النقص والحرمان الذي يعاني منه‪.‬‬

                                                                                               ‫الإحباط‪:‬‬

‫وهو أحد الأسباب الرئيسة للسلوك العدواني وكل مواقف الإحباط تعرقل أهداف الفرد وتبقى رغباته دون تحقق‬
                           ‫وهذا ما يثير لديه الغضب والانفعال و القلق مما يدفعه إلى سلك سلوكيات عدوانية‪.‬‬

  ‫وقد بين كل من ميلر‪ -‬ودولارد أن السلوك العدواني هو استجابة نموذجية للإحباط وأن هناك علاقة سببية بين‬
                    ‫الإحباط والعدوان وهذا يعني أن ظهور سلوك عدواني عند شخص ما يستلزم وجود إحباط‪.‬‬

   ‫يعتبر السلوك العدواني استجابة حتمية ومخرج ضروري للمواقف الإحباطية التي لا محالة منها في مختلف‬
     ‫مراحل النمو خاصة في مرحلة المراهقة فهي عتاب تحول دون إشباع الدوافع وتحقيقها ودون الوصول إلى‬
                                            ‫الأهداف التي سطرها المراهق والتي غالبًا لا تتماشى مع واقعه‪.‬‬

                                                         ‫‪26‬‬
   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33