Page 119 - موانئ حضرموت (ميناء سمهرم)_Neat.
P. 119
أو ًل :الدراسات الخاصة بسمهرم:
من المؤكد أن الطلب على البخور واللبان هو من قاد كثي ًرا من كتاب ورحالة
العالـم القديـم إلـى البحـث عن موطـن هذا المنتـج ،الذي مثل عصـب الحياة في
ذلك الوقت ،لكونه يحتل مكانة مميزة في الحياة الدينية وما يحمله من قدسية في
مراسم الأفراح ،وفي مراسم الموت ،بالإضافة إلى دخوله في كل من الصناعات
الطبية وصناعة العطور.
كان للبخـور (اللبـان والمـر) أهميـة عظيمـة لـدى معظـم حضـارات العالـم
القديم ،ومنها الحضارة المصرية ،حتى أنها سيرت الرحلات من قبل أقدم أسرها
الفرعونيـة -كمـا مـر علينا في الفصل الثاني -بغـرض جلب هذه المادة الحيوية،
وإلـى جانـب مصـر فـإن بقيـة حضـارات العالـم القديـم سـواء كانـت اليونانيـة أو
الفارسية أو حضارة بلاد ما بين النهرين هي الأخرى سيرت الرحلات للوصول
إلـى موطـن البخور ،وربما أهتدى جميعهم إلى موطن البخور ،والمؤكد أن كل
من تلك الحضارات القديمة اسـتخدمت هذه المادة في حياتها اليومية ،وبالتالي
مارست التجارة مع موطن إنتاج البخور مباشرة أو بالوساطة التجارية.
أرتبـط مينـاء سـمهرم بالبخـور مباشـرة ،حتـى أن السـبب الأول لإنشـاء هـذا
المينـاء كان مـن أجـل تجارتـه ،وعـرف في كثيـر مـن المصـادر المختلفـة بمينـاء
البخـور .هـذا الارتبـاط جعل تالزم الحديث عن البخور بالحديث عن سـمهرم
المينـاء والمدينـة موطـن إنتـاج البخـور واللبـان والعكس صحيح أي ًضـا .وهكذا
انحصـر دور دول جنـوب الجزيـرة العربيـة في تزويـد حضـارات العالـم القديـم
بالبخور (أفانزيني2002 ،م ،ص.)6
117