Page 217 - m
P. 217
الملف الثقـافي 2 1 5
المباني ،علم عظيم لم يتعرض ومن كليهما تتشكل المنظومة بحيث يتم إنتاجه ،ووضعه
له إلا عالم واحد عمل سورة الداخلية للخطاب القرآني: في إطار المصطلحات والمفاهيم
البقرة ،ثم فتح الله لنا فيه،
فلما لم نجد له حملة ،ورأينا “إن «نظرية الوحدة البنائية» الفنية ،شأنه شأن سائر
الخلق بأوصاف البطلة ،ختمنا نظرية لا تقل أهمية وخطورة الأمور المعرفية الكبرى -حتى
جاء الجاحظ ليقع على مفهوم
عليه وجعلناه بيننا وبين عن «نظرية النظم» ،وهما:
الله ورددناه إليه»( .الاتقان أعني «نظرية الوحدة البنائية، «النظم» (يذكر د.العلوانى
ونظرية النظم» يشكلان حجر أن الجرجاني كتب رسالة
فى علوم القرآن للإمام الزاوية في المنظومة الداخلية في «النظم القرآني» لم تصل
السيوطى) إلينا ،ولكن ضمن بعض كتبه
التي أودعها الله هذا الكتاب الأخرى المتداولة شذرات
ويقول الإمام الرازي« :من لحفظه وجمعه من داخل، منها ،وبعض إشارات إليها).
تأمل في لطائف نظم السور وعصمته من أي تغيير أو صحي ٌح أن عبد القاهر لم
وبديع ترتيبها علم أن القرآن ينص على مفهوم «الوحدة
كما أنه معجز بحسب فصاحة تحريف أو إضاعة أو نسيان. البنائية» لكن جهوده في بناء
ألفاظه وشرف معانيه ،فهو و أما الوسائل الخارجية من
-أي ًضا -معجز بسبب ترتيبه حفظ في الصدور وفي السطور «نظرية النظم» قد شقت
ونظم آياته» .ويقول الإمام الطريق إليها ،وأعطى كثي ًرا
وكتابة وما إليها فإنها
-أي ًضا« :-أكثر لطائف وسائل معضدة معززة تقدم من الدلائل الدالة عليها.
القرآن مودعة في الترتيبات
والروابط»( .التناسب البيانى مزي ًدا من وسائل «الحفظ» نظرية الوحدة
فى القرآن ،أحمد أبو زيد) والتوثيق”( .من كتاب: البنائية ،ونظرية
المحاور الخمسة للقرآن الوحدة البنائية للقرآن المجيد، النظم
الكريم د.طه العلواني)
يجعل د.طه العلواني نظرية
فى كتابه «المحاور الخمسة وفى مثل هذا ينقل السيوطي “الوحدة البنائية” مكافئة
للقرآن الكريم» حاول الشيخ عن ابن العربي قوله« :ارتباط
لنظرية النظم عند الجرجاني،
محمد الغزالى آي القرآن بعضها ببعض
()1996 -1917 حتى تكون كالكلمة الواحدة،
من خلال نظرة
متسقة المعاني ،منتظمة
كلية للقرآن
الكريم أن يحدد
المحاور التى
يدور حولها
البيان القرآنى
أو الموضوعات
التى يتناولها
الخطاب القرآنى:
“وهنا نتحدث
عن الموضوعات