Page 94 - m
P. 94

‫العـدد ‪56‬‬  ‫‪92‬‬

                                                  ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬

‫مي عطاف‬

‫(سوريا)‬

‫الأنثى‬

‫حضوره عن أي رجل وامرأة في الح ِّي الافتراضي‪..‬‬       ‫نصف نهار‪ ..‬ما يقارب نصف نهار يفصلني عن‬
       ‫وأقول حيًّا لأنه بعد حين رحت أميزه كجار‬      ‫زياد‪ ،‬على الأرض أن تدور نصف نهار ليكون في‬
                                                  ‫موقعي‪ ،‬ليت الأرض تدور من الغرب للشرق لأحل‬
   ‫افتراضي قريب لي‪ ،‬يكتب فأصغي وأح ُّبه‪ ،‬لا بل‬
‫ناولته النجمة أي أيقونة مفضل لد َّي‪ ،‬أتابعه بشغف‬                                   ‫مكان وجوده‪.‬‬
‫وأبحث بين صديقاته عن أنثى مقربة لديه‪ ..‬بالرغم‬        ‫نصف نهار بيننا‪ ،‬أي أن عليَّ عبور نصف الكرة‬

  ‫من المسافة لم أشم عطر أنثى‪ ،‬هكذا تنبت غرائزنا‬          ‫لألتقيه إن بقي في مكانه ثابتًا‪ ،‬ولن يفعلها‪،‬‬
   ‫الأولى‪ ..‬حين نقع دون أن ننتبه في الحب‪ ،‬أحببته‬   ‫وكذلك هيهات وهيهات أن تلتقي دروبنا في العالم‬
  ‫من النصف الآخر لكوكب الأرض ورغم اختلاف‬            ‫الافتراضي‪ ..‬نهاري ليل لديه ونهاره ليل عندي‪.‬‬
  ‫الليل والنهار فقد أحيا الروح والجسد بعد أن كاد‬
                                                        ‫في مكانه البعيد حين يصحو وهو جالس في‬
                             ‫اليباس يستوطنهما‪.‬‬       ‫سريره‪ ،‬يسحب اللابتوب يتابع العالم بأخباره‬
‫لا أعلم إن كان في ذلك إشارة حين زارني في الحلم‬      ‫الجوية والحربية والثقافية‪ ،‬ثم يبحث في معرض‬
‫قبل أن نتراسل‪ ..‬جاءني رج ًل بيدين لهما فعل جر‬       ‫الصور عن صورة له تناسب مزاجه الخارج من‬
‫ريشة على الجسد‪ ،‬تعارف جسدانا في المنام ولم يعد‬       ‫بوابة الليل‪ ..‬في النصف الآخر من الأرض ربما‬
 ‫بالجسد الغريب لا بل لو كنت ساحرة لقلبت الحلم‬        ‫ضمن خط عرض واحد أو متقارب‪ ،‬وحين يكاد‬
                                                   ‫النهار يخلي مكانه لليل‪ ،‬أنظر صورته قد وضعها‬
         ‫واق ًعا‪ ،‬وتركت جسده فوق جسدي ده ًرا‪.‬‬
  ‫عدة رسائل خجولة بيننا لا تقارب ما أنا عليه من‬                              ‫ستوري على الفيس‪.‬‬
 ‫رغبة لأن أكون معه يختلي بي كما اختلت أصابعه‬                          ‫أوقفها وآخذ لقطة للشاشة‪..‬‬
                                                    ‫كان صدي ًقا حياد ًّيا بالنسبة لمشاعري‪ ،‬لا يختلف‬
                              ‫بجسدي في المنام‪.‬‬
   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99