Page 166 - merit el-thaqafia 38 feb 2022
P. 166
العـدد 38 164
فبراير ٢٠٢2 عليه المتكلمون من انحصار
العالم وتناهيه ،وذلك أن
المتكلمين حين سلكوا في
إثبات الإله طريق حدوث
العالم وأنه مسبوق بالعدم؛
اضطروا إلى أن يقولوا
بانحصار الزمان وغيره من
الموجودات ،فقالوا بتناهي
الزمان والمكان وما اشتملا
عليه .أما أبو العلاء فإنه لما
سلك مسلك الفلاسفة وقال
بقدم المادة والزمان والمكان
لم يلزمه القول بتناهي
الأبعاد ،فقال:
لو طار جبريل بقية عمره
من الدهر ما استطاع
الخروج من الدهر
يقول طه حسين :فأنت
ترى من هذا أن أبا العلاء
استمد فلسفته الطبيعية من
فلاسفة اليونان ،فوافقهم في
العناصر وقدمها ،والزمان
والمكان وخلودهما وأنهما
غير متناهيين( .)16فالعالم
عند أرسطو كما عند أبي
العلاء قديم لا يتأخر وجوده
عن الله بالزمان ،وهذا ما
يجعل المادة قديمة ،وهذا هو
حال الصورة والحركة فهما
قديمتان ،وكل ما يحدث في
الوجود ما هو إلا خروج من
حالة القوة إلى حالة الفعل،
عن طريق الحركة ،فالله له
صفة التحريك وهو المحرك
وغاية كل الموجودات(.)17
لنا خال ٌق لا َيمتري العق ُل أ َّن ُه
قدي ٌم َفما هذا الحدي ُث
المولَّ ُد(.)18