Page 52 - merit el-thaqafia 38 feb 2022
P. 52
العـدد 38 50
فبراير ٢٠٢2
إن المفكر المبدع ناجح المعموري وقد تنوعت اشتغالاته المكتبات المحلية ،ولتح ُّسن وضعه المادي بعد عودته
وما أسفر عنها من أعمال هي حصيلة أكثر من من الأردن «أوفى بوعده لابنه البكر (وهب) حيث م َّكنه
نصف قرن استثمرها في ترصين قامة ثقافية لها من ماد ًّيا من استئجار شقة ..وشراء جهاز استنساخ
الوعي الثقافي والقدرة الفائقة على البحث والتقصي من النوع الحديث ..وباشر بعملية استنساخ الكتب».
في جذور الإبداع عبر رؤى مميزة ،جسدها في
(ص)170
بحوث ميدانية ضمت اشتغاله الميثولوجي فكانت «في ولا تخفى خطورة ما يقوم به المعموري وولده وهب،
طليعة الدراسات العربية الحديثة التي عنيت بناحية
التشابك القائم بين ميثولوجيات الشرق (العراقية ولكنها تهون من أجل تأمين ما يترقبه المثقفون
والمصرية والكنعانية) ..واستجلاء العلاقة المتداخلة التقدميون من زاد ثقافي بعينه ضمن ما يقومان
مع النصوص التوارتية المولدة ..إن مشروع المعموري به م ًعا لكسر الحصار الثقافي« .صار ناجح يشعر
المعرفي قد تشكل بمرور الزمن ..بالمثابرة على الحرث بالفخر حين يرى الكتب تتسرب من بين يدي ولده إلى
الشارع الثقافي مدر ًكا حاجة المجتمع لكتب بعينها على
في أرض بكر»( .ص)213 شاكلة طباعة أعداد كبيرة من ديوان الشاعر موفق
وللمعموري في الدراسات الميثولوجية 16مؤل ًفا يمكن محمد (عبد يئيل) ،وكتب حنا بطاطو ومؤلفات علي
الرجوع إليها في الصفحتين (« )215 ،214دون أن الوردي ومذكرات الجواهري»( .ص)171
نغفل عن التذكير بأن محتويات بعض الكتب متشابكة إن ما يراه المعموري عند تناول الأسطورة عبر عتبات
المأثورات الشعبية ورموزها وتقصي مدلولاتها وأثرها
تشتمل على مواضيع متعددة تندرج ضمن أكثر من
محور ،وهي أو ًل ملحمة كلكامش ،ثانيًا النصوص فيما هو منتج على الساحة الأدبية وما يرافقه من
التوارتية ،ثالثا الجنس» (ص )233وهذا ما سأتركه تشخيص ما هو مستلهم من تلك الموروثات وما هو
للقارئ للاطلاع عليه لأني على يقين أن الإشارة إليه
بإيجاز لا تفسده فحسب ،بل تحرم القارئ من متعة فعل مغاير يهدف إلى بيان رموزه ودلالاته.
مرافقة المعموري في اشتغالاته النقدية في الدراسات والأسطورة لدى المعموري «مغامرة الشعوب الأولى
الميثولوجية .والمحاور الثلاثة ضمن الصفحات من في إنتاجها لنصوصها المسجلة لعقائدها وطقوسها
ومزاولاتها السحرية بوصفها تبد ًيا للمخيال الإنساني
الذي استطاع به إنتاج رموزه وأنماطه الأصلية الأولى،
تلك الرموز والمجازات التي فتحت ﺁفا ًقا للإبداع،
وحص ًرا الفن والشعر»( .ص)185
وللمعموري علاقة فريدة مع الأسطورة ،فبالرغم من
اشتغاله على الكشف عن متونها وتقصي ما يتميز
منها فيما يبدعه الأدباء والفنانون وهو العالم والعارف
خباياها وأسرارها فهي تبهره بسطوتها حيث يقول
«تثير الأسطورة دهشتي وأنا أكتشفها في الأنواع
الأدبية والفنون :الشعر /السرد /التشكيل /النحت/
الفوتوغرافيا ..إلخ ،ودائ ًما ما أجد نفسي متور ًطا
في البحث عنها والركض وراءها في المرايا المختلفة،
وانشغلت طوي ًل بذلك ،فصدر لي أكثر من كتاب في هذا
المجال»( .ص)193
أجل لقد أصدر المعموري 17كتا ًبا -يمكن الرجوع
إليها في الصفحات ،195 ،194 ،193فض ًل عن العديد
من المخطوطات ،والمقالات المنشورة في الصحف
والمجلات العراقية والعربية.