Page 144 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 144

‫العـدد ‪38‬‬                                 ‫‪142‬‬

                                   ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬                       ‫روبين كارافكا فرنانديث‬

‫محمد شكري المثير للجدل والجانب الخفي لمدينة طنجة‬
                  ‫بمناسبة صدور كتاب «محمد شكري»‬

            ‫للكاتبة الإسبانية روسيو روخاس‪ -‬ماركوس‬

                                                                                                                     ‫ترجمة ‪:‬‬

                                                          ‫عبد اللطيف شهيد‬

                                                                       ‫(المغرب‪ -‬إسبانيا)‬

‫مناسبات عديدة‪ ،‬والتي تناولت‬            ‫على النقيض من الاستبداد‬          ‫كانت إسبانيا وفرنسا‬
   ‫الشاي والعصير في المقاهي‬           ‫الحكومي المفترض الموجود‬
                                    ‫في الولايات المتحدة أو المملكة‬   ‫تديران المغرب‪ .‬أمضى فترات‬
 ‫‪-‬ليس فقط في مقهى الحافا‪،-‬‬         ‫المتحدة أو فرنسا‪ .‬من الأفضل‬       ‫طويلة في طنجة ويقول دائ ًما‬
 ‫لقد زرت الأسواق والشواطئ‬           ‫ألا تتحدث إسبانيًّا‪ ،‬في المغرب‬     ‫إن المدينة التي طالما تحدثنا‬
 ‫ومحلات الحلويات والمكتبات‬            ‫كانت هناك حرية أكبر مما‬
                                     ‫كانت عليه في وطننا «العظيم‬         ‫عنها لا علاقة لها بالمدينة‬
   ‫‪-‬وليس فقط مكتبة الأعمدة‬          ‫والحر»‪ ،‬مما تسبَّب في هجرة‬          ‫التي يعرفها‪ .‬وكان هؤلاء‬
  ‫‪ ،-Des Colonnes‬والنادي‬           ‫عدد لا ُيستها ُن به من الإسبان‬     ‫المنحدرون من بلدان أخرى‬
  ‫السينمائي ‪-‬نقطة التقاء مع‬         ‫إلى هناك لأسباب سياسية أو‬         ‫متحمسين لأن يكونوا جز ًءا‬
                                      ‫اقتصادية‪ .‬هكذا كانت حالة‬          ‫من خيال واقعي بعي ًدا كل‬
    ‫الأصدقاء المقيمين‪ -‬وحي‬           ‫والِداي‪ ،‬هناك تز َّوجا وأنجبا‬       ‫البعد عن الحياة اليومية‬
 ‫مارشان‪ ،‬حيث عاش والداي‪.‬‬           ‫ولديهما الأ َّولين‪ ،‬كانت والِدتي‬   ‫للغالبية العظمى من سكانها‬
                                      ‫تقول إن أسعد أيام حياتها‬          ‫الأصليين‪ .‬ما ت َّمت قراءته‬
      ‫كانت المثالية المستشرقة‬                                         ‫وسماعه ح َّو َلها إلى نوع من‬
   ‫مفتونة بقصص مثل دعوة‬                     ‫كانت في بلد المغرب‪.‬‬        ‫الجنة الثقافية حيث تد َّفقت‬
                                   ‫أعتقد أن هذا جعلني أركز على‬
      ‫جيرترود شتاين(‪ )¹‬بول‬                                                ‫الحريات‪ ،‬مما ساهم في‬
  ‫بولز(‪ )2‬للقيام برحلته الأولى‬       ‫المدينة التي سافرت إليها في‬      ‫بيع الكيف في أكشاك التبغ‪،‬‬

      ‫إلى المدينة التي ح َّل بها‪،‬‬
      ‫ليصبح المُ َضيِّف بمدينة‬
     ‫طينجيس القديمة لل ُكتاب‬
   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149