Page 107 - Demo
P. 107

والسلوكية مكشوفة كالكتاب ا فتوح. وماذا تكون قيمة ا دب يوم يجبن عن مواجهة الحياة بوجهها ا بيض ووجهها ا سود معا؟ ومن يكون الشاعر يوم يتحول إ  مهرج يمسح أذيال ا جتمع وينافق له؟ لذلك أوجعني يا سيادة الرئيس أن تمنع قصيدتي من دخول م ، وأن يفرض حصار رسمي ع  اسمي وشعري   إذاعة الجمهورية العربية ا تحدة وصحافتها. والقضية ليست قضية مصادرة قصيدة أو مصادرة شاعر. لكن القضية أعمق وأبعد. القضيةهيأننحددموقفنامنالفكرالعربي.كيفنريده؟حًراأم نصف حر؟ شجاعا أم جبانا؟ نبيًا أم مهر ًجا؟ والقضية أخ ا هي ما إذا كان تاريخ 5 حزيران سيكون تاريخا نولد فيه من جديد، بجلود جديدة، وأفكار جديدة، ومنطق جديد. قصيدتي أمامك يا سيادة الرئيس، أرجو أن تقرأها بكل ما عرفناه عنك من سعة أفق وبعد رؤية، ولسوف تقتنع، برغم ملوحة الكلمات ومرارتها، بأني كنت أنقل عن الواقع بأمانة وصدق، وأرسم صورة طبق ا صل لوجوهنا الشاحبة وا رهقة. لم يكن بإمكاني وب دي تح ق، الوقوف ع  الحياد، فحياد ا دب موت له. لم يكن بوسعي أن أقف أمام جسد أمتي ا ريض، أعالجه با دعية والحجابات وال اعات. فالذي يحب أمته، يا سيادة الرئيس يطهر جراحها بالكحول، ويكوي- إذا لزم ا مر- ا ناطق ا صابة بالنار. سيادة الرئيس: إنني أشكو لك ا وقف العدائي الذي تقفه مني السلطات الرسمية   م ، متأثرة بأقوال بعض مرتزقة الكلمة وا تاجرين بها. وأنا   أطلب شيئا أكثر من سماع صوتي. فمن أبسط قواعد العدالة أن يسمح للكاتب أن يف  ما كتبه، وللمصلوب أن يسأل عن سبب صلبه.
106


































































































   105   106   107   108   109