Page 354 - Demo
P. 354
ا عروفسعيدتقّيالدين،ويرويفيهاماقالهلها بإيليّابرباريعن ليلة إعدام أنطون سعادة. «ح فتحت الباب ع صوت القرع الشديد منتصف ذلك الليل، وجدت نف أمام ضباط من الجيش يطلبون إ أن أرتدي م ب وأحمل صليبي وعدة الكهنوت ب عة. قلت: ما الخ ؟ أجابوا: سنعدم أنطونسعادةهذهالليلة،ونريدأنتعّرفهوتقومبمراسمالدينقبل إعدامه.قلت:إنأمًراكهذا يسعنيأنأفعله،آتونيبإذنمنسيادة ا طران، هكذا ينص قانوننا الكن . قالوا: ليس لدينا وقت، افعل هذا ع مسؤوليتنا نحن. فاعتذرت من جديد. وراحوا يلحون ع ّ مرددين أن خرق النظام الكن هو أقل ًرا من أن يرسل مسيحي إ ا وت غ متمم واجباته الدينية. كان ذلك منتصف ليل السابع من تموز لعام 1949، وا تحدث هو الكاهن الذي اذعن اخ ا وسار مع الجنود ا سجن الرمل حيث استقبله مدير السجن وقال له أن هذا هو ا عدام الثالث ع الذي يمر به، وأن ا مر بسيط فأجابه الكاهن: لقد م ع ث ث ع ة سنة الثوب الكهنوتي، وهذا أول إعدام سأشهده. كانت محاكمة سعادة مهزلة حقيقية فما ب قيام الرئيس السوري حسني الزعيم بتسليمه للسلطات اللبنانية واتخاذ القرار بإعدامه مجرد ساعات قليلة، توحي بخطورة الرجل، ومدى الخشية من انصاره، وتؤكد ان القرار متخذ سلفا وان كل ما ع ا حكمة هو النطق به. يضيف الكاهن روايته التي نقلها سعيد تقي الدين: كان الزعيم، زنزانته مف ًشا بسا ًطا أق من قامته، وكان نائ ًما نو ًما طبيعيًا، أيقظناه فنهض حا ً ، وبادرنا الس م، وخصني بقوله: أه ً وسه ً يا مح م، فأبلغناه أنه لم يصدر عنه عفو وأن ا عدام سينفذ به
353