Page 59 - LEGAL CULTURE
P. 59
المشروع الثقافى
يناير 2024 أحـمـد أيـــوب
بقلم:رئيس تحرير مجلة المصور
لا يمكن لدولة أن تتقدم دون أن يكون لها مشروع ثقافى له هدف وغاية تتمثل فى الحفاظ على
الهوية الوطنية وبناء الوعى وفتح المجال واسعا أمام الإبداع وصناعة جيل جديد من المبدعين،
الثقافة فى الدول صاحبة الحضارة ليست مجرد هواية يمارسها البعض ،بل جزء من مكونات الدولة
نفسها ،شعب بلا ثقافة شعب بلا وعى ولا رؤية بل وبلا عقل ولا رؤية للمستقبل ،ودائما يرتبط تطور
الدولة بوجود مشروع ثقافى تقوم عليه منظومة متكاملة ،لأن الثقافة ليست كما يتصور البعض
مهمة المثقفين فقط ،ولا هى مهمة وزارة الثقافة وحدها ،المشروع الثقافى ايضا ليس مجرد
حلقات نقاشية أو معارض للكتاب فقط ،ولا هو يقاس بكم الكتب والروايات والمطبوعات التى تصدر
سنويا..
بمشروع ثقافى ،رغم إن القيادة السياسية ليست مهمتها أن تضع المشروع الثقافى أو كل هذه بالطبع ادوات ووسائل مهمة وضرورية ،لكن المشروع أكبر من هذا بكثير،
تصيغه ،فهذه مهمة المؤسسات الثقافية بكل مكوناتها ومبدعيها ،ودور الرئيس أن يدعمه هو حالة وطنية الكل مشارك فيها ،خلاصتها عقل وفكر المواطن المصرى وتنميته
و يضمن تنفيذه ،وهذا ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسى ،الذى يعتبر بناء الوعى وحمايته من محاولات الغزو الثقافى التى يتعرض لها وحروب العقول التى تمارس ضده،
وتأكيد الهوية الوطنية أحد أهم الثوابت التى يجب أن تقوم عليها الجمهورية الجديدة المشروع الثقافى هو المكون الأهم فى بناء الانسان المصرى الذى يمتلك الوعى والمدرك
ويؤكد قولا وفعلا دعمه الكامل لكل ما يساهم فى هذا ،وبالطبع المكون الثقافى هو الأهم، لهويته ،والثابت على انتماءه ،المتمسك بمواطنته ،الفاهم لما يجرى من حوله ،القارئ للتاريخ
الرئيس أيضا جعل بناء الانسان المصرى أولوية مرحلته الثانية فى الرئاسة ليفتح وفـــى الــوقــت نـفـسـه خــلــق مــســاحــة لــابــداع وصــنــاعــة اجــيــال جــديــدة
الباب أمام كل ما من شأنه أن يسهم فى هذا البناء ثقافيا ،يؤكد دائمآ على توفير مـــن المــوهــوبــن والمــثــقــفــن وصـــنـــاع الــفــكــر والـــفـــن والأدب بــكــل صــــوره،
كل الدعم للمشروعات الثقافية سواء معرض القاهرة الدولى للكتاب أو التوسع المجلس الاعلى للثقافة دوره مهم فى المشروع الثقافى لأنه يقدم الرؤية بمن فيه من
فى المعارض لتشمل كافة المحافظات ،جعل الكتاب والمكتبة مكون رئيسي في مفكرين ،ولو بحثنا فى نتاج لجان المجلس لوجدنا مكونات مشروع ثقافى متكامل،
مشروع «حياة كريمة» بكل قرى ونجوع مصر ،زيادة قيمة جوائز الدولة للمبدعين وزارة الثقافة مهمتها أن تدير منظومة التنفيذ وضمان وصـول المـشـروع بكل
لتحفيزهم وخلق حالة منافسة ايجابية ،فى الحوار الوطنى الذى يناقش مستقبل مكوناته الى كل مواطن مصرى فى كل تجمع بشرى على ارض الوطن وبكل السبل،
مصر خصصت امانة الحوار جلسات خاصة للمشروع الثقافي ومكوناته وتم فيها والحقيقة انه فى حدود ميزانياتها تساهم الـوزارة بجهد كبير فى هذا الاتجاه،
نقاش صريح حول المطلوب لتحقيق هذا المشروع بداية من دور المؤسسات الثقافية لكن الأمر لا يمكن أن يتوقف عند هذه الحدود ،وإنما يجب أن يشارك الجميع ،وزارات
وعودة المسرح المصرى لدوره ووصول المنتج الثقافى الى كل المصريين فى مواقعهم، الدولة من إعلام وتعليم وأوقاف وغيرها لابد ان تساهم كل منها بدورها ،الأزهر والكنيسة
الـــدرامـــا المـــصـــريـــة ايــضــا بـــــــدأت خـــال الــســنــوات المـــاضـــيـــة تـتـخـذ لهما دورهم الكبير أيضا فى صناعة هذا المشروع وتنفيذه على أرض الواقع بمنطق
مــنــحــى يــســيــر فــى اتجــــــاه تــأكــيــد الـــهـــويـــة وتــنــمــيــة الــوعــى الــوطــنــى، وطنى وليس دينى ،المبدعون مطلوب منهم أن يواصلوا تقديم ما لديهم من إبداع بلا قيود
كل هذه مؤشرات واضحة على ان الثقافة اولوية للدولة المصرية لكن الطريق طويل ولا حسابات غير مستقبل الوطن وهويته وتنمية وعى أبناءه ،الأرض المصرية خصبة
لأن بناء العقول ليس إجراءات او قرار ت يتم اتخاذها وانما تراكم يستغرق وقتا ولا تتوقف عن انتاج مبدعين فى كل المجالات لكن المهم كيف يمكن استثمار هذا الإبداع
وهنا لابد ان نتوقف أمام قضية مهمة..فمن الغريب أن يطالب البعض القيادة السياسية
وجهدا ،ودور يمارسه كل منا شعورا بالمسؤولية الوطنية،
59