Page 55 - LEGAL CULTURE
P. 55

‫الحقوق لجميع الفئات وفى كافة المجالات والتى تعد‬           ‫مصر استقبلت قرابة ‪ 9‬ملايين مهاجر ولاجئ وطالب لجوء‪ ،‬وذلك وفقا‬
                                     ‫استراتيجية رائدة‪.‬‬           ‫للأعداد التى قدرتها المنظمة الدولية للهجرة فى يوليو ‪ ، 2022‬بسبب‬
                                                                 ‫عدم الاستقرار فى المنطقة‪ ،‬والدولة المصرية تتبع السياسة الاندماجية‬
       ‫وتابعت المستشارة أمـل عمار‪ ،‬خـال كلمتها فى‬                ‫فى التعامل مع اللاجئين‪ ،‬وانخراطهم فى النسيج الوطني‪ ،‬ولم تلجأ‬
       ‫الـدورة تدريبية‪ ،‬التى نظمها قطاع حقوق الإنسان‬             ‫مطلقا إلى «سياسة المعسكرات» فى التعامل مع اللاجئين‬
       ‫والمرأة والطفل بوزارة العدل‪ ،‬للقضاة وأعضاء النيابة‬
‫يناير ‪2024‬‬‫العامة وضباط الشرطة حول «الجهود الوطنية لمناهضة‬                                     ‫المستقبلية للدولة‪. ‬‬                           ‫والمسؤوليات على نحو عادل‪. ‬‬
       ‫جريمة‪ ‬تشويه الاعضاء التناسلية‪ ‬للإناث»‪ ،‬أنه تم إعادة‬       ‫وأكد أن الدولة المصرية لا تقبل بالتمييز وأن الدستور‬    ‫وشـدد على أن مصر حريصة على حرية الدين‬
       ‫هيكلة قطاع حقوق الإنسان بـوزارة العدل‪ ،‬لتتماشى‬            ‫يحظره كمبدأ عام‪ ،‬سواء أكان بسبب الدين أو العقيدة أو‬    ‫والمعتقد‪ ،‬لافتا إلى أهمية التفرقة بين حرية المعتقد‬
       ‫مع استراتيجية الدولة ورؤية الوزارة الجديدة‪ ،‬وأولت‬         ‫الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة‬   ‫والتى تتمتع بالإطلاق التام دون قيد أو شرط‪ ،‬وبين‬
                                                                 ‫أو المستوى الاجتماعى أو الانتماء السياسى أو الجغرافي‪،‬‬  ‫ممارسة الشعائر الدينية علانية‪ ،‬والتى يجب أن يراعى‬
                ‫اهتماما بالغا للمرأة والطفل وذوى الإعاقة‪.‬‬        ‫فضلا عن استحداث تجريم التنمر بموجب القانون‪،‬‬
       ‫‪ ‬وأضافت‪ ،‬أن المشرع المصرى حرص على إصدار‬                                                                                    ‫فيها قيم المجتمع وأخلاقه ونظامه العام‪. ‬‬
       ‫تشريعات لحماية المرأة والطفل‪ ،‬ومن بينها تشريعات‬                     ‫بحسبانه سلوكا سلبيا قائم على التمييز‪. ‬‬       ‫وأضـاف أن مصر شهدت إطـاق مبادرة تاريخية‬
                                                                 ‫واختتم وزير العدل حديثه قائلا‪« :‬إننا فخورون بكل‬        ‫لتجديد الخطاب الديني‪ ،‬تضمنت دعوة رجال الدين‬
                         ‫مناهضة لجريمة «ختان الإناث»‪.‬‬            ‫ما حققناه فى السنوات القليلة الماضية‪ ،‬إلا أننا لم ولن‬  ‫والفقهاء لمزيد من النظر فى الخطاب الدينى الوطني‪،‬‬
       ‫‪ ‬وتأتى الدورة التدريبية التى تعقدها وزارة العدل‬           ‫ندعى اكتمال مسيرتنا‪ ،‬فالتحديات مازالت كبيرة‪ ،‬وعملية‬    ‫ومراجعة المناهج الدراسية بمراحلها المختلفة لضمان‬
       ‫بالتنسيق مع المجلس القومى للمرأة‪ ،‬فى إطار شراكة‬           ‫تعزيز حقوق الإنسان تراكمية ومستمرة‪ ،‬ونحن مدركون‬        ‫تضمينها قيم المواطنة والتسامح‪ ،‬ويأتى ذلك انطلا ًقا‬
       ‫وزارة العدل فى اللجنة الوطنية للقضاء على ختان‬             ‫أنه مازال أمامنا العديد من الخطوات الواجب اتخاذها‪،‬‬     ‫من حرية الدين والاعتقاد وتعزيز قيم المواطنة‪ ،‬وأن هذه‬
                                                                 ‫ومع ذلك فنحن واثقون من قدرتنا على المضى قدما‬           ‫الخطوات تعد خير دليل على عزم مصر الم ُضى ُقدماً‬
                                               ‫الإناث‪.‬‬           ‫فى طريق الإصلاح بخطى ثابتة‪ ،‬وعازمون على مواصلة‬
       ‫ورشة عمل لأعضاء الجهات والهيئات القضائية حول‬              ‫عملنا الجاد‪ ،‬نسابق الزمن لترسيخ دعائم الاستقرار‪،‬‬                                ‫نحو الطريق الصحيح‪. ‬‬
                                                                 ‫وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬على نحو يرتكز بالأساس‬        ‫وفيما يتعلق بحرية الرأى والتعبير‪ ،‬أشار وزير العدل‬
                                         ‫حقوق الإنسان‬            ‫على إعمال كافة الحقوق والحريات‪ ،‬فى إطار من المساواة‬    ‫إلى وجـود ‪ 585‬صحيفة مسجلة‪ ،‬و ‪ 27‬قناة‪ ،‬و ‪94‬‬
       ‫أقامت هيئة قضايا الدولة ورشة يوم ‪ 2‬ديسمبر ‪2023‬‬                                                                   ‫موقعا إلكترونيا إخباريا‪ ،‬وأن مصر تأخذ فى الاعتبار‬
       ‫حول حقوق الإنسان للسادة أعضاء الجهات والهيئات‬                        ‫وعدم التمييز وتكافؤ الفرص للجميع‪ .“ ‬‬        ‫الفرص والتحديات فى مجال التكنولوجيا والتى تستدعى‬
       ‫القضائية‪ ،‬والتى نظمها قطاع حقوق الإنسان بوزارة‬            ‫من جانبها قالت المستشارة أمل عمار مساعد وزير‬           ‫العمل على تعزيز التثقيف والتوعية بموضوعات حقوق‬
       ‫العدل بالتعاون مع المجلس القومى لحقوق الإنسان‪ ،‬وقد‬        ‫العدل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل وعضوة المجلس‬        ‫الإنسان‪ ،‬والموازنة الدقيقة بين حرية الرأى والتعبير من‬
       ‫تناولت ورشة العمل دور الجهات والهيئات القضائية‬            ‫القومى للمرأة‪ ،‬إن مصر تولى أهمية بالغة لحقوق‬           ‫جانب‪ ،‬ومواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف‬
                                                                 ‫الإنسان‪ ،‬خاصة فى المرحلة الراهنة‪ ،‬حيث أطلقت‬            ‫والتطرف من جانب آخر‪ ،‬وبما يضمن تنظيم ممارسة‬
                              ‫فى حماية حقوق الإنسان‪.‬‬             ‫الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تضمنت كافة‬          ‫حرية التعبير دون التعدى على حريات الآخرين وفقا‬
       ‫وقد كان النقاش ثريا وانتهت ورشـة العمل لعدة‬
       ‫توصيات للعمل بها فى كافة الجهات والهيئات القضائية‬            ‫الدولة المصرية لا تقبل بالتمييز‬                                     ‫للدستور والتزامات مصر الدولية‪. ‬‬
       ‫كل فيما يخصه فى ضوء الاتفاقيات الدولية التى صدقت‬             ‫والدستور يحظره كمبدأ عام‪،‬‬                           ‫وأكـد أن الحكومة المصرية اعتمدت منهجا يقوم‬
       ‫عليها جمهورية مصر العربية فى مجال حقوق الإنسان‪.‬‬              ‫سواء أكان بسبب الدين أو‬                             ‫على تعزيز التشاور والعمل مع المجتمع المدنى لقناعتها‬
       ‫افتتاح المنطقة المؤمنة الم ُخصصة للمرأة ضحية العنف‬           ‫العقيدة أو الجنس أو الأصل أو‬                        ‫بأنه يمثل شريكا رئيسيا لها فى تعزيز وحماية حقوق‬
                                                                    ‫العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة‬                  ‫الإنسان‪ ،‬لقربه على الأرض وقدرته على النفاذ للفئات‬
                            ‫فى محكمة شرق الإسكندرية‬                 ‫أو المستوى الاجتماعى أو الانتماء‬                    ‫الأكثر احتياجا‪ ،‬إلى جانب إعـان عام ‪ 2022‬عاما‬
       ‫‪ ‬فى إطار التعاون المتواصل بين وزارة العدل ومكتب‬              ‫السياسى أو الجغرافي‪ ،‬فضلا عن‬                        ‫للمجتمع المدنى فى مصر‪ ،‬تعبيرا عن تقدير الدولة‬
       ‫الأمم المتحدة الإقليمى المعني‪ ‬بالمخدرات والجريمة‬             ‫استحداث تجريم التنمر بموجب‬
       ‫للشرق الأوسط وشمال افريقيا‪ ،‬اف ُت ِتحت‪ ‬يوم ‪ 18‬ديسمبر‬         ‫القانون‪ ،‬بحسبانه سلوكا سلبيا‬                                                        ‫لدوره الحيوي‪. ‬‬
       ‫‪ 2023‬المنطقة المؤمنة‪ ‬الم ُخصصة للمرأة ضحية العنف فى‬          ‫قائم على التمييز‬                                    ‫وشدد على أن المشاركة فى الحياة السياسية والشئون‬
       ‫محكمة شرق الإسكندرية وذلك بعد الانتهاء من‪ ‬تجهيزها‬                                                                ‫العامة‪ ،‬مكفولة وأن العام الماضى شهد إطلاق حوار‬
       ‫تقنياً ومدها بأجهزة الاتصال الفنية اللازمة وفقاً لأفضل‬                                                           ‫وطنى شامل يضم كافة الاتجاهات والكيانات السياسية‬
       ‫المعايير والمتطلبات‪ ‬الدولية المق َررة لحماية حقوق المرأة‬                                                         ‫الشرعية‪ ،‬ليعبر عن نبض المجتمع وتطلعاته على كافة‬
                                                                                                                        ‫الأصـعـدة‪ ،‬لتكون ملمحا هاما فى رسـم السياسات‬
                                ‫ومناهضة العنف ضدها‪.‬‬
       ‫وقد أناب المستشار‪ /‬عمر مروان وزير العدل كل من‬
       ‫السيد المستشار‪ /‬ربيع قاسم‪ ،‬مساعد وزير العدل لشئون‬
       ‫الهيئة‪ ‬العامة لأبنية المحاكم والسيدة القاضية‪ /‬أمل‬
       ‫عمار‪ ،‬مساعد وزير العدل لشئون حقوق الإنسان والمرأة‬
       ‫والطفل في‪ ‬الافتتاح الذى شهده اللواء‪ /‬محمد الشريف‬
       ‫محافظ الإسكندرية‪ ،‬ولفيف من مستشاري‪ ‬وزارة العدل‪،‬‬
       ‫والسيدة‪ /‬كريستينا ألبرتين‪ ،‬الممثلة الإقليمية لمكتب‬
       ‫الأمم المتحدة‪ ‬المعنى بالمخدرات والجريمة للشرق الوسط‬

                                       ‫وشمال افريقيا‪.‬‬
       ‫وجدير بالذكر أن المنطقة المؤمنة الم ُخصصة للمرأة‬
       ‫ضحية العنف تو ِفر مساحة‪ ‬مكانية آمنة حيث تظل‬
       ‫الضحية طوال جلسة الاستماع بالمحكمة بعيدة عن أى‬
       ‫تأثير‪ ‬سلبى نتيجة اتصالها المباشر بإجراءات المحاكمة‬
       ‫أو ضغوط من جانب الخصوم‪ ،‬وذلك‪ ‬لمنع أية مسببات‬
       ‫للإيذاء الثانوى أو الصدمة‪ ،‬كما تعمل المنطقة المؤمنة‬
       ‫أيضاً على‪ ‬توفير المساحة الآمنة اللازمة لشهود الإثبات‬

               ‫لكفالة عدم تعرضهم لأية تهديد يقع عليهم‪.‬‬
       ‫و ُي َعد افتتاح المنطقة الآمنة الم ُخصصة للمرأة ضحية‬
       ‫العنف فى محكمة شرق‪ ‬الإسكندرية مبادرة متميزة فى‬
       ‫التأكيد على الحرص على الالتزام المش َت َرك بحماية‬
       ‫ضحايا العنف من‪ ‬النساء والفتيات‪ ،‬كما ُي َسِلط الضوء‬
       ‫على التزام الأطراف المعن َّية بخلق بيئة ُت َفظ فيها‪ ‬حقوق‬
       ‫الضحايا لأقصى درجة ويتم العمل على تعميم وتطبيق‬
       ‫نمـوذج المنطقة الآمنة في‪ ‬محاكم أخـرى فى مصر‪،‬‬
       ‫بهدف إيجاد نهج شامل يضمن حماية وكرامة ومعاملة‬

‫عادلة‪ ‬للمرأة فى الإجراءات القانونية‪55 .‬‬
   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60