Page 119 - merit agust 2022
P. 119
117 «غزالة» جثَّة مس َّجاة بخرق ٍة هناك!
ساحة منزله المفتوحة على سماوات شاسعة وبدأ مجرد طلقة
ِب َع ِّد وريقات شجرة الورد ،وكأنه َي ِع ُّد أيام عمره
المتبقية ..يا لهذا الطقس الغرائبي ،اعتزل الناس حين رمت ك َّل شيء خلفها ،لم تكن تدري أن حياتها
كاف ًة وغرق في َع ِّد أوراق الأشجار في منزله ،قبل أمست على المح ِّك ،فمن العار أن تخرج من الإطار
يومين بدأ الطقس مع شجرة التفاح وبعدها شجرة الذي ُص ِّم َم لها سل ًفا ،من العار أن تعي حقها في
المشمش! وحين انتهى من الأشجار جمي ًعا أعاد حياة أخرى ،مجبرة على الرضوخ حتى إن كان
الثمن كرامتها .لم تستوعب أن الغدر سوف يأتي
الك َّرة. من شقيق دمها:
ومع كل ورقة صفراء تسقط على الأرض كانت طلقة في القلب فحسب!
روحه تهوي في وا ٍد سحي ٍق. وريقات الشجر
نجوم حزينة جلس في الزاوية المعتادة التي اختارها مؤخ ًرا في
لعلعت أصوا ُت ال َّرصاص في سماء المدينة الغارقة
عتم ًة ،تف َّجر الهل ُع في أوصال الناس فركض ك ٌّل إلى
بيته خو ًفا من رصاصة طائشة ربما تستهدفه.
كا َن «زانا» في الفناء الخلفي للدار يلاعب أخته
الصغيرة ،حين سمع الأصوات هرو َل إلى ال َّشارع
لم يد ِر ُك ْن َه تلك الأصوات ،نظر إلى السماء التي
أبهرته بالأضواء الغريبة فقفز فر ًحا وأراد الإمساك
بها ،وإذ بواحد ٍة منها تغيِّر اتجاهها وتستقر في قلب
الصغير الذي لم ُي ْب ِد حرك ًة مغلِ ًقا عينيه على سماء
مزدانة بنجوم حزينة!
رصاصة طائشة!
كان ج ُّل تفكيرها منصبًّا على ذلك الكائن الموجود
في رحمها الذي لا ينف ُّك يركل بدأ ٍب بطنها في مثل
هذه الأوقات ،قد آن أوان رواية حكاية جديدة،
سارعت بإكمال عملها وجلست في ذلك ال ُّركن المط ِّل
على ال َّشارع وأغلقت عينيها وبدأت بمخاطبة جنينها
الذي أمسى هاد ًئا وكأنه يستع ُّد لسماع الحكاية،
وبينما هي تم ِّسد بطنها وتهم برواية القصة ،جاءت
رصاصة طائشة من الخارج لتخترق جسدها الغض
الذي تك َّوم على نفسه ،ظنًّا منه أنه بذلك سيحمي
الجنين ،لكن ال َّرصاصة لم تكت ِف بجسد الأ ِّم بل
عبرته لتنال من الجنين المتش ِّوق لسماع صوت أمه.
إنَّه الإنسان الذي يصدر ك َّل هذا الضجيج والموت.