Page 122 - merit agust 2022
P. 122

‫العـدد ‪44‬‬     ‫‪120‬‬

                                                       ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬   ‫عفاف حسكي‬

                                                                             ‫(سوريا)*‬

‫المرأة في أتون الثورة السورية‪..‬‬
             ‫الإنجازات والتحديات‬

                      ‫(الفن نموذ ًجا للتنمية المجتمعية)‬

‫التي شهدت نهو ًضا اجتماعيًّا وثقافيًّا وفكر ًّيا‪ ،‬حيث‬     ‫المرأة إحدى أهم مقومات الفكر والثقافة‬          ‫تعد‬
   ‫أفرز نو ًعا ممي ًزا من الثقافة والفكر عبر إنتاجية‬      ‫والفنون ولا يقل دورها عن دور الرجل‬
   ‫الفن‪ ،‬من رسم ونحت وغناء وموسيقا ومسرح‪،‬‬               ‫في إنتاجها‪ ،‬فلا فن أو تنمية حقيقية فكرية‬
     ‫وذلك برعاية مهرجانات وملتقيات تخصصية‬               ‫أو ثقافية أو اجتماعية دون مساهمة كاملة‬
     ‫متاحة لجموع أفراد المجتمع‪ ،‬ولم تقتصر تلك‬            ‫من المرأة‪ ،‬وبالتالي لا يمكن الوصول لجوهر الفن‬
    ‫العروض والنشاطات على مناطق محددة وإنما‬             ‫في الحياة والمجتمع دون دور فاعل للنساء كرائدات‬

‫شملت كل مناطق الإدارة الذاتية‪ ،‬رافق ذلك نهوض‬                                 ‫أساسيات للتعبير والتغيير‪.‬‬
 ‫فكري ثقافي ساهم بإيجاد قاعدة معرفية للفن‪ ،‬فلا‬               ‫“المرأة ليست نصف المجتمع وحسب بل هي‬
                                                          ‫نواته أي ًضا‪ ،‬وإذا استطعنا أن نطور أو نغير من‬
                           ‫فن دون ثقافة عميقة‪.‬‬              ‫سلوكيات المرأة يمكن تغيير سلوكيات الأسرة‬
  ‫ولو أردنا أن نعود للماضي القريب ونحاول م ًعا‬         ‫ومنها المجتمع‪ .‬أو ذلك لتأثيرها المباشر على الأطفال‬
   ‫البحث عن المظاهر الثقافية في مناطقنا‪ ،‬وخاصة‬          ‫وعلى الأسرة‪ ،‬وبالتالي المجتمع الذي تحيا فيه‪ ،‬أما‬
                                                        ‫ممارسة المراة للفن فذلك كفيل بأن يطور ويوسع‬
    ‫فيما يتعلق بدورالمراة فيه‪ ،‬أو فيما يتعلق بالفن‬        ‫دورها المجتمعي‪ ،‬فتصبح أكثر فاعلية لما لها من‬
    ‫الممارس من قبل المرأة السورية ككل‪ ،‬فلا نكاد‬        ‫دور وتأثير‪ ،‬ويمكن أن تعمل على تغيير نمط الثقافة‬
‫نجد سوى فرص قليلة ومساهمات بسيطة وضمن‬                    ‫الاستهلاكية‪ ،‬وهذا ما حدث خلال سنوات الثورة‬
‫عمومية مجتمعية دون إبراز أي خصوصية للمرأة‪،‬‬               ‫السورية وخاصة في مناطق شمال شرق سوريا‬

       ‫نستطيع القول إن التفكير السائد كان مقي ًدا‬
  ‫وموج ًها نحو إنتاج ثقافة سلطوية تخدم السلطة‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127