Page 23 - merit agust 2022
P. 23
21 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
د.شيماء مجدي
الخرافات الدينية ليست حًّل..
في «باولا» لإيزابيل الليندي
و«قنديل أم هاشم» ليحيى حقي
باولا هي ابنة إيزابيل الليندي التي توفيت سنة 1992بعد معاناة وآلام
من مرض الفيرفيرين ،وكانت إيزابيل ترافق ابنتها ذات الـ 28عا ًما عندما
توفيت في المستشفى ،فتقول إيزابيل في بداية الكتاب "قد كتبت هذه
الصفحات خلال ساعات لا حصر لها أمضيتها في ممرات المستشفى في
مدريد وفي غرفة في فندق عشت فيه شهو ًرا" (الليندي ،1994 ،ص،)5
فالرواية تعتبر سيرة ذاتية لأم تعاني من آلام لفقد ابنتها ،والرواية هي
رسالة تدون فيها تفاصيل حياة أسلافها ،ومن ثم حياتها هي ،وتاريخ
تشيلي بالتغيرات السياسية والاجتماعية التي طالته في السبعينيات.
والاعتقاد الخاطئ ،ومن ناحية أخرى بمثابة صحوه الملخص تضعنا
لعدم الانسياق للوافد الذي لا يتناسب مع ثقافتنا
وجذورنا. الروايتان في موقف الحيرة :هل يجب
الكلمات المفتاحية :الخرافات الدينية ،يحي حقي، علينا ترك موروثاتنا التي هي جزء من
إيزابيل الليندي ،الدين ،الثقافة. عادتنا ومعتقداتنا الدينية في بعض الأحيان
ومواكبة الحداثة أم أتباع عاداتنا وإن
المقدمة كانت بالية .فنجد بعد تأمل الروايتين أننا
في الأصل يجب أن نفرق بين الموروثات
يحيى حقي وإيزابيل الليندي من الكتاب المتميزين، كتراث شعبي وأنها خرافة ليس لها علاقة
فقد حملا على عاتقهما وطنيهما ونجحا في التعبير بالدين .ومن هنا كانت الروايتان بما تمثلان من
خصوصية وعكس للمجتمع المصري والتشيلي
عنهما في أعمالهما الأدبية .أو ًل :نبدأ بإيزابيل بعاداته المتبعة جي ًل بعد جيل صرخة ضد الجهل
الليندي ،هي روائية تشيلية ُولدت في 2أغسطس