Page 41 - merit agust 2022
P. 41
39 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
محمد الحباسي
(تونس)
الشعري والأسطوري..
في مجموعة «أضاعوني»
للأزهر الصحراوي
لم يكن حضو ُر الشعرية بشتى تجلياتها والأسطوري بمختلف
تشكيلاته في الكتابة السردية عند الأزهر الصحراوي لغاية
«التزيين» ،تعوي ًضا عن هشاشة في التشكيل أو قصور في الرؤية ،إذ
الشعرية بهذا المعنى زائفة .فكاتبنا متمكن من معايير كتابة القصة
القصيرة (وحدة الموضوع ،وحدة الزمن ،وحدة الشخصية ،وحدة
الانطباع ،وحدة الهاجس ،صرامة البناء ،شمولية التأثير ،الإيحاء،
الإيجاز والتكثيف ،)..بل ومتمرس بها .ولكنه يرنو من خلال توظيف
الشعري والأسطوري إلى إخراج الخطاب من طور التواصل إلى طور
الإبداع وقد وفق في ذلك أيما توفيق ،وأبدع في ذلك أيما إبداع.
في الرؤية .وقد تجلى هذا الاتجاه في كل أعمال البدء« :أضاعوني» مجموعة قصصية في
الصحراوي القصصية والروائية لتنهل الكتابة للكاتب الأزهر الصحراوي* ،صدرت عن
السردية عنده من الشعر والأسطورة وغيرها من دار الأقواس للنشر وتتضمن عشر قصص
الفنون والأجناس فتتعالق وتتعانق لتؤثر فيها قصيرة :الذهاب إلى المغسل 10صفحات،
وتثريها. الدين 4صفحات ،جرح في الذاكرة 6صفحات،
فما تجليات توظيف الشعري والأسطوري في رعب التلاقي 14صفحة ،شر ذاك بخير ذا 10
صفحات ،أضاعوني 6صفحات ،نواح صفحتان،
مجموعة «أضاعوني»؟ وما أبعاده؟ وقائع الليلة الأولى 8صفحات ،خريف الهلاليين
22صفحة ،الحكاية 6صفحات .وفي المجموعة
-1الشعري في مجموعة «أضاعوني» تتداخل الأجناس لتكسر الكتابة القصصية الحدود
بينها ،فتتجاور وتتحاور وقد مزج بينها الكاتب
تستمد القصة القصيرة جماليتها من عدد لا مز ًجا طري ًفا أكسبها جودة في التشكيل وعم ًقا
متناه من الممكنات منها شعرية النص السردي.