Page 66 - merit agust 2022
P. 66

‫العـدد ‪44‬‬                        ‫‪64‬‬

                                                            ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬

‫روناك عزيز‬

‫(العراق‪ -‬السويد)‬

‫الريح ذئب أيتها الغابة‬

‫حتى وأنا هكذا وحيدة عارية كشجرة أكلتها النيران‬                            ‫أتمرن بشراسة كي أعود‬
                                                                                        ‫إلى الحياة‬
               ‫لا يهمني سرعة الضوء في الثانية‪..‬‬
             ‫يهمني أنه يلامس جبينك كل صباح‪..‬‬                      ‫أعض أصابع الوقت كي أفلت منه‬
              ‫أراقب انكساره على منحنيات روحك‬                       ‫ففي اللازمن هناك تركت قلبي‪..‬‬

                               ‫وأنت تبتسم لي‪..‬‬                                 ‫للعصافير الجائعة‪..‬‬
    ‫يهمني أن أرى الموجات الضوئية العاشقة التي‬                                  ‫تلك العصافير التي‬
                                                                                ‫ترقص مع طيفك‪.‬‬
                                 ‫تراقص غيابك‪.‬‬            ‫أتمرن بشراسة تحت زخات مطرك النبيل‪..‬‬
  ‫وتردد تلك الموجات كل ثانية رغم صمتك المريب‪،‬‬                                 ‫تارة أغفو وأنا أحلق‬
   ‫أعرف تما ًما أن عناقاتنا ككائنات بطيئة لا شيء‬                               ‫فوق مواسم جفافك‬
                                                      ‫وتارة تأخذني الأمواج حيث الغرق يتجلى قبلة‪.‬‬
                         ‫قيا ًسا بسرعة المجرات‪..‬‬
  ‫تلك المجرات المجهولة الغارقة في الظلام والتي لم‬  ‫بهدوء أفكر في المسافة بين آخر عناق لنا وبين هذا‬
                                                    ‫الكسوف الدامي في قلبي‪ ..‬ثمة مسافات لا تقاس‬
                                                      ‫وغير مرئيَّة‪ ،‬تما ًما كالفواصل بين قبلة عاشقة‬
                                                                              ‫وبين تنهيدة وداع‪..‬‬
                                                      ‫ذلك الجبل الواهن الذي هو أنت أطويه في جيب‬
                                                                      ‫قميصي‪ ،‬ما يظهر منه للعيان‬
                                                                         ‫زهرة صغيرة هي دمعتك‪.‬‬
                                                   ‫بهدوء أفكر فيك وفي أصابعك العشرة التي أكلتهم‬
                                                                                       ‫يوم لقائك‪،‬‬
                                                       ‫قلت يومها ستنبت لي أصابع جديدة‪ ،‬أنا رجل‬
                                                       ‫يحبني الله وأعطاني من بركاته أتأمل كل هذا‬
                                                        ‫البياض في رأسك وأنت تسبح في بحيرة نبيذ‬
                                                                                          ‫قرمزية‬
                                                             ‫نساء من مطر وقلب نابض بلون البحر‬
                                                      ‫وأنت أنت المسافة بين دمعتي وابتسامتي وبين‬
                                                                  ‫قانون الجاذبية وكل هذا العناق‪..‬‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71