Page 69 - merit agust 2022
P. 69

‫‪67‬‬  ‫الإبداع الكردي‬

    ‫شعر‬

                                                    ‫عبد الوهاب البيراني‬

                                                                         ‫(سوريا)‬

                                                    ‫عبث الجنيات‬

                 ‫وممالكها هناك‪ ،‬والدبوس معي‪..‬‬                                         ‫قالت لي أمي‪:‬‬
                               ‫لم أحمله إلا لك‪..‬‬      ‫هل تملك سر الجنيَّة التي حنجرتها من قصدير؟‬
                                ‫هل لي أن أغرزه‬
                                  ‫تصبحين لي‪..‬‬                                            ‫كنت طف ًل‬
                                                                               ‫منحتني أمي دبو ًسا‬
                      ‫هكذا قالت أمي‪ ،‬والع َّرافة‪..‬‬
               ‫قالت اغرزه خلس ًة‪ ..‬بسرعة البرق‬                                            ‫قالت لي‪:‬‬
          ‫كانت أمي تدرك فيزياء الضوء وسرعته‬                      ‫اغرزه بجسد الجنيًّة‪ ،‬وستصبح لك!‬
‫كانت أمي تدرك أن للبرق سطوة وضو ًءا وسرعة‪..‬‬         ‫مضيت طوي ًل‪ ،‬وج ًدا في دروب مظلمة‪ ،‬بين ممرات‬

                           ‫الجنيَّة تخشى الضوء‬                                            ‫القصب‪..‬‬
                             ‫وأنا أخاف الصمت‬
                                                    ‫في دغل صغير نحو الضفة الثانية كان خرير النهر‬
‫كانت تخرسني من عبث العتمة ومن عبث الجنيات!‬            ‫وكأنه يمضي إلى سريره ليغفو بعد تعب أرهقه‬
                                                     ‫ومسير طويل بين جنبات صخور ورمال ترامت‬
                 ‫كمئذنة تعلو من الأرض للسماء‬                                       ‫عند قدميه أخي ًرا‬
                                      ‫كشهقة‪..‬‬                                                   ‫‪..‬‬

                            ‫لعله الله ترك عرشه‬       ‫القصب شاهق وأخضر وطيور تفر فزعة ترفرف‬
                ‫وجاء ليرى وجهه في قصدير الماء‬                 ‫بأجنحتها وهي تخونها في عتمة الليل‪..‬‬
                                                                            ‫ثمة جنيَّة باحت لي بسر‬
                  ‫وأنا أغسل قدميك بالملح والماء‪..‬‬                         ‫قالت مساكننا ليست هنا‪..‬‬
                     ‫وأمضي‪ ..‬إلى قلبك كسراج‪..‬‬
                                                           ‫إنها هناك تحت قاع النهر‪ ،‬قصور الجنيات‬
                ‫كحصان‪ ..‬جاء ليمنحك الصهيل‪..‬‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74