Page 31 - مجلة التنوير - ج2 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 31

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬          ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫وأيديولوجية والتلاعب بالوعي وإخفاء التناقضات‬                                               ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫داخل المجتمع؛ وذلك من خلال وسائل الإعلام‬
‫خاصة السينما والإذاعة والصحافة‪ .‬إضافة إلى‬          ‫بين الاقتصاد السياسي والتحليل النصي‪ ،‬والتيا ارت‬
‫نقد بوردييو لإمبريالية وسائل الإعلام والدور‬        ‫الفلسفية المختلفة؛ بداي ًة من الماركسية حتى النسوية‬
‫السلبي والتلاعب بعقول المشاهدين؛ من خلال‬
‫تركيزه على دور التليفزيون وآلياته في التلاعب‬                             ‫وما بعد البنيوية وغيره(‪.)33‬‬
‫بالعقول‪ ،‬وكذلك إسهامات كيللنر وتناول قضايا‬
‫الإعلام وممارساته ودور الإعلام الجديد في نشر‬           ‫خاتمة‪ :‬النتائج العامة وخيا ارت للمستقبل‪:‬‬
‫الفردية والمنافسة والاغت ارب ووصفه للممارسات‬
‫الإعلامية في أوقات حرب الع ارق وأحداث ‪١١‬‬           ‫‪1.1‬أسست مدرسة ف ارنكفورت مبدأ أصيلاً يعزز‬
‫سبتمبر وأدائها الكارثي والدعائي‪ ،‬وكيف حرص‬          ‫الابتكار والإبداع في العلوم الاجتماعية‬
‫الإعلام على خدمة الحرب في الولايات المتحدة‬         ‫والإنسانية؛ عندما اعتبرت مدخل العلوم البينية‬
‫على خلفية مقولة صدام الحضا ارت عند صمويل‬           ‫مطلًبا جوه ًرّيا في تطوير العلم‪ ،‬وإضافة مناهج‬
‫هانتيجون؛ وهذا ما يدلل على أن الابتكار‬             ‫جديدة في البحث‪ .‬وأكدت شواهد البحث التاريخي‬
‫والإبداع في بحوث الإعلام ممكن‪ ،‬ولكنه يتطلب‬         ‫لمختلف التطو ارت التي شهدها هذا المدخل‬
                                                   ‫كيف أن تطبيق المدخل في حل المشكلات‬
              ‫بحثًا نقدًّيا كشرط ضروري لذلك‪.‬‬       ‫المجتمعية كان يستند إلى فكرة التكامل المعرفي؛‬
                                                   ‫وربما كان هذا الأمر يحقق هدف العلم من أجل‬
‫‪ 3.3‬وربما كانت ندرة البحوث النقدية في الإعلام‬      ‫المجتمع‪.‬وعندما اتجه تطبيق مدخل العلوم البينية‬
‫على المستوى المحلي؛ كما اتضح ذلك بناء علي‬          ‫نحو تفعيل المبدأ الأصيل الذي أرسته مدرسة‬
‫د ارسة سابقة حول (العولمة وأزمة المنهج في علم‬      ‫ف ارنكفورت تأسي ًسا على فكرة الاندماج المعرفي؛‬
‫الاجتماع‪ :‬تحليل خطاب البحث الاجتماعي في‬            ‫بزغ عن ذلك نظام فكري جديد تحت مسمى علم‬
‫البلدان العربية)‪ ،‬بسبب ميل التيار السائد في‬        ‫الاجتماع الرقمي‪ ،‬وجعلوا الأمر يرمي إلى تحقيق‬
‫العلوم الاجتماعية والإنسانية علي هذا المستوي‬       ‫هدف العلم من أجل العلم(‪ .)34‬ويوضح هذا أن‬
‫نحو التوسع في البحوث الإمبيريقية والوصفية‬          ‫الابتكار والإبداع في العلوم الاجتماعية والإنسانية‬
‫علي حساب البحث النقدي(‪)35‬؛ مما يجعلنا‬
‫نعلق أهمية كبيرة علي ضرورة إعطاء مساحة‬                   ‫ممكن بشرط الالت ازم بهذا المبدأ الأصيل‪.‬‬
‫مناسبة لهذا النوع من البحوث‪ ،‬إذا كنا ننشد‬
‫تطوير العلم وتجديد مناهجه وضمان الابتكار‬           ‫‪2.2‬كشفت د ارسة حالة البحث النقدي في الإعلام‬
‫والإبداع من ناحية‪ ،‬والحرص على الانطلاق من‬          ‫عند أدورنو وبوردييو وكيللنر عن إن ما أضافوه‬
‫المبدأ الأصيل‪ ،‬وتوظيف مدخل العلوم البينية‪،‬‬         ‫من أفكار جديدة؛ مثل صناعة الثقافة والعنف‬
‫وتجاوز الحدود بين العلوم‪ ،‬بعدما اتضح أن‬            ‫الرمزي والفلسفة القارية‪ ،‬تعبر عن مساهماتهم‬
                                                   ‫الإبداعية في هذا المجال‪ ،‬وتوظيفها في تناول‬
                                                   ‫ظواهر وممارسات إعلامية بطرق مبتكرة بناء‬
                                                   ‫علي تحليل أدورنو للثقافة في المجتمع الصناعي‬
                                                   ‫وتحولها إلى ثقافة مصطنعة جماهيرية استهلاكية‬

                                               ‫‪31‬‬
   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36