Page 76 - مجلة التنوير - ج2 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 76

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                     ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫عن طريق المشاركة الفاعلة على المستوى القومي‬                                                             ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫والعالمي في التصدي للقضايا العربية والدولية في‬
‫صورة تنظيمية مخططة‪ ،‬بما يتحقق به قومية المعرفة‬                ‫في القرون الوسطى‪ ،‬اضطهاد حركات الإصلاح‬
‫والتكامل بين الموارد البشرية والموارد المادية العربية‪،‬‬        ‫الديني في أوروبا “لوثر” “‪ ،”Martin Luther‬حرب‬
‫وتوفير أفضل الظروف لتنمية الثقافة في هذا الإطار‬               ‫الـ ‪ 30‬عا ًما بين البروتستانت والكاثوليك‪ ،‬ج ارئم‬
‫الجماعي الهادف وذلك بتأمين مواد الإنتاج الثقافي‬               ‫ومجازر الغرب “الإبادة الجماعية”( محررقة اليهود‬
                                                              ‫‪1945-1941‬م ‪ -‬مذبحة دير ياسين ‪1948‬م ‪-‬‬
        ‫وأدواته ( مجدي حجازي‪-‬أحمد‪2011 ،‬م)‪.‬‬                    ‫مجزرة سربرينيتشا “البوسنة والهرسك” ‪1995‬م ‪-‬‬
                                                              ‫مجزرة أوسلو بالنرويج ‪2011‬م)‪ ،‬حركة بيغيدا في‬
‫هناك حاجة ماسة لمزيد من الد ارسات والأبحاث‬
‫لتحدي الصورة المغلوطة المنتشرة حول المسلمين‪،‬‬                                                   ‫ألمانيا ‪2014‬م‪.‬‬
‫ونشر الوعي بالدين الإسلامي الوسطي السليم بين‬
‫الشعوب الغربية‪ ،‬وتجديد الخطاب الثقافي الموجه‬                                            ‫الرؤى الغربية للإسلام‪:‬‬
‫للغرب للقضايا المرتبطة بالدين‪ ،‬والمزيد من الد ارسات‬
‫والأبحاث أي ًضا التي تفصل بين الإسلام الصحيح‬                  ‫ناقشت الد ارسة في الكتاب رؤية الغرب تجاه‬
‫وبين ما تفعله التيا ارت الإرهابية المتأسلمة البعيدة عن‬        ‫العرب والإسلام من خلال تناول قضايا رئيسية وهي‪:‬‬
‫فحوى الدين الإسلامي الحنيف‪ ،‬مثل جماعة الإخوان‬                 ‫الاستعمار والمستشرقون‪ ،‬والعنصرية‪ ،‬والغزو الثقافي‬
‫وداعش وغيرها من الجماعات المتشددة والمتطرفة‬
                                                                               ‫الغربي‪ ،‬والوعي الغربي بالإسلام‪.‬‬
                     ‫التي ساهم الغرب في نشأتها‪.‬‬
                                                              ‫حيث يتضح لنا من خلال النقاط السابقة احتواء‬
‫الوعي بالعقيدة الإسلامية وأثرها في الممارسات‬                  ‫الدين الإسلامي للعديد من القضايا‪ ،‬حتى التي لم‬
                                         ‫الدينية‪:‬‬             ‫تُفهم بصورة صحيحة وسليمة‪ ،‬بل اشتمل على آ ارء‬
                                                              ‫مغلوطة حول حياة المسلمون‪ ،‬مما ساهم في تصاعد‬
‫تناولت الد ارسة في الكتاب حرمة الغلو في الدين‪،‬‬                ‫ظاهرة الإسلاموفوبيا‪ .‬فعند القيام بمقارنات بين القرآن‬
‫وصفات المتشدد‪ ،‬ومظاهر السلوك المتشدد‪ ،‬ومظاهر‬                  ‫والإنجيل‪ ،‬سنجد الكثير من الآيات المتشابهة بينهما‪،‬‬
‫الجهل عند المتشدد‪ ،‬وآثار التشدد والغلو في الدين‪،‬‬              ‫وأن العرب على اختلاف أديانهم يمتلكون الحقوق‬
‫وسماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين‪،‬‬                    ‫والواجبات والحريات نفسها‪ ،‬فمن المهم العمل على‬
                                                              ‫تغيير تلك الازدواجية في التفكير نحو المجتمعات‬
                        ‫وحكم التكفير في الإسلام‪.‬‬              ‫الشرقية ومنها مصر بصورة تواكب العصر الذي‬

‫فالدين الإسلامي يتميز بالوسطية‪ ،‬وعلى كل من يريد‬                                                    ‫نحياه الآن‪.‬‬
‫أن ينهج منهج الإسلام ويقتفى ص ارطه المستقيم‪،‬‬
‫فعليه أن يسلك سلوك أهل السنة‪ .‬وعلى مسلمي اليوم‬                ‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يجب العمل لاستعادة‬
‫أن يقتفوا آثار السلف الصالح‪ ،‬الذين نهجوا منهج‬                 ‫الثقافة العربية ووقف الغزو الثقافي‪ ،‬والتحصن ضد‬
‫الحق وتشربوا وسطية الإسلام وعدله واقتفوا ص ارطه‬               ‫است ارتيجيته وآثاره السلبية؛ حيث ظهر مفهوم “الأمن‬
                                                              ‫الثقافي العربي” للحفاظ على مقومات الثقافة وأداء‬
                                                          ‫‪76‬‬  ‫دورها التاريخي والحضاري في سياق المعاصرة‬
   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81