Page 74 - مجلة التنوير - ج2 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 74

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                    ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

                                                                                     ‫مجلــــــــــــــــة‬

‫حول الإسلام والوعي بحقيقته حول الحفاظ على‬                     ‫والعمل على نشر المعلومات السليمة والصحيحة عن‬
‫مكانة وك ارمة الم أرة‪ ،‬وأنه دين ينادي بالسلام ويكفل‬           ‫الدين الإسلامي وممارساته ومعتقداته‪ ،‬والتأكيد على‬
‫حرية العقيدة؛ فالإسلام لا يصطدم مع حرية الاعتقاد‬              ‫أن الجماعات الإرهابية هي جماعات متأسلمة بعيدة‬
‫لأن في تفسير الدين الإسلامي يمكن للمرء أن يدين‬                ‫كل البعد عن الإسلام الصحيح المعتدل الذي ينادي‬
‫بغير الإسلام ولا ُيجَبر ولا ُيكَره على تغيير ديانته إلى‬
‫الدين الإسلامي‪ ،‬وهذا هو معنى قوله تعالى‪« :‬لا‬                       ‫بالسلام والأمان ويكفل حرية الفرد في العقيدة‪.‬‬

     ‫إك اره في الدين» (الآية ‪ 256‬من سورة البقرة)‪.‬‬             ‫لقد أكدت الد ارسات الأجنبية السابقة على أهمية‬
                                                              ‫معرفة أهم العوامل التي تؤدي إلى تصاعد ظاهرة‬
‫والجدير بالذكر اعتذار رئيس وز ارء بريطانيا‬                    ‫الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية؛ حيث اتفقت‬
‫السابق “توني بلير” “‪ ”Tony Blair‬عن الأخطاء‬                    ‫كل من د ارسة “خالد مسعد” ود ارسة “عبد العزيز‬
‫التي ارتكبها في حقيقة أن حرب الع ارق كانت سبًبا‬               ‫عطية” و”ويليام كارماك” على أهمية الدور الذي‬
‫رئيسًّيا في صعود تنظيم داعش الإرهابي‪ ،‬واعت ارف‬                ‫تلعبه وسائل الإعلام‪ ،‬وتعدد الآ ارء حول الأعمال‬
‫“هيلاري كلينتون” “‪ ”Hillary Clinton‬بأن الغزو‬                  ‫الإرهابية؛ حيث دائ ًما نجد أن الهجوم لا يكون على‬
‫الكارثي للع ارق ف ّكك المنطقة‪ ،‬ورسالة “جورج بوش”‬              ‫من قاموا بالجرم‪ ،‬ولكن على الدين الذي ينتسبون‬
‫“‪ ”George W.Bush‬بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر بأنها‬                     ‫إليه؛ مما يؤكد على خطورة هذا الخلط الذي يعطي‬
‫ستكون حرًبا صليبية ثم بررها الإعلام الغربي بأنها‬              ‫الذريعة لجماعات الإرهاب وتنظيماته لمحاربة الدول‬
‫زّلة لسان؛ بل لقد أعلنها “بيرلسكوني”“ “�‪Berlusco‬‬              ‫الغربية لأنها تحارب الإسلام والمسلمين‪ .‬فمثل تلك‬
‫‪ ”ni‬ص ارحة أنها حرب على الإسلام (خضر‪-‬سامية‪،‬‬                   ‫الآ ارء المثيرة تساهم بالتأكيد في تصاعد ظاهرة‬
                                                              ‫الإسلاموفوبيا‪ ،‬لا سيما أنها تصدر عن أف ارد يعيشون‬
                                      ‫‪2017‬م)‪.‬‬                 ‫في المجتمع نفسه‪ ،‬وهو الأمر الذي يفتح أبواًبا للجدل‪،‬‬
                                                              ‫ويزيد نسبة التوت ارت بين أطياف المجتمع‪ ،‬وينعكس‬
‫يؤمن المسلمون بأن الإرهاب لا دين له ولا أرض‪،‬‬                  ‫سلًبا على النسيج الاجتماعي في تلك الدول‪ ،‬ويجعل‬
‫ولا يميز بين دولة أو أخرى‪ ،‬ولا علاقة له بالدين؛‬               ‫الجاليات المسلمة في الدول الغربية لا تشعر بالأمان‪،‬‬
‫حيث يجب أن يتعاون الغرب والشرق م ًعا للتصدي‬                   ‫ولا تستطيع أن تندمج‪ ،‬وتمنع تمتعهم بحرياتهم التي‬
‫للإرهاب عامة والقضاء على جميع أشكال العنف‬
‫والإرهاب؛ حيث يسعى هذا الكتاب لوضع د ارسة‬                              ‫كفلها القانون والدستور لهم في هذه الدول‪.‬‬
‫سوسيولوجية تقف أمام تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا؛‬
‫وذلك لوضع رؤية اجتماعية وثقافية وسياسية ودينية‬                ‫كما أن د ارسة “كارين بيرل” تؤكد على أهمية دور‬
                                                              ‫الم أرة المسلمة في نشر القيم السليمة والصحيحة للدين‬
                                      ‫لمواجهتها‪.‬‬              ‫الإسلامي في المجتمعات الغربية بصورة كبيرة لنشر‬
                                                              ‫الوعي بين أف ارد المجتمعات الغربية بالدين الإسلامي‬
‫التيا ارت المتأسلمة المتطرفة في المجتمعات العربية‬             ‫السليم‪ ،‬وتصحيح الصورة الخاطئة المنتشرة بينهم‬
                                        ‫والغربية‪:‬‬

‫التاريخ مليء بالتيا ارت والحركات المتطرفة‬

                                                          ‫‪74‬‬
   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79